(Annihilation)..رعب الخيال العلمي
خلدون لطيف ناصر
شركة (باراماونت) وبعد فشل فيلمها (mother) قامت بتقديم فيلم الخيال العلمي (Annihilation) مع بداية هذا العام. الفيلم المستمد من رواية (Southern Reach) للمؤلف (Jeff Vander Meer) الذي وضع الكثير من التساؤلات عن كينونة البشر وعن الواقع والخيال.
انه التحدي الذي يثيره المخرج والمؤلف (Alex Garland) من خلال استخدامه عناصر كان قد قدمها سابقاً في أفلامه (Dredd) و(Sunshine) و (Never Let Me Go) كأحداث نهاية العالم والسلطة واستكشاف الهوية والخلق، فهو يقول في مقابلة أجريت معه انه استلهم فيلم (Stalker) والمنتج عام 1979 في المعالجة الإخراجية ليعكس مخاوف البطلة من المرض والموت وخيبة الأمل التي تعانيها. (Natalie Portman) العالمة البيولوجية الناجحة بدور (لينا) التي تبدو على أهبة الاستعداد لتخطي حزن فقدانها لزوجها كين يقوم بدوره (أوسكار إسحاق)، الذي ذهب في مهمة سرية لمدة عام ليعود وهو يعاني من مشكلة تجعلها تتساءل عن السر وراء تغير زوجها الغير منطقي.
المدخل الرائع الى الفيلم من خلال استخدام تقنية المشاهد السريعة يمنح المشاهد اللهفة لملاحقة وتحليل الحدث إذ تشترك (لينا) في مهمة استكشاف منطقة (The Shimmer) التي تختفي فيها الإشارات اللاسلكية، ولم تسفر أي بعثات مأهولة عن أي ناجٍ مما يزيد المخاوف في الرحلة التي ستتشاركها (لينا) مع (Jennifer Jason Leigh) بدور الدكتورة (فنتريس) ، بالإضافة الى (Tessa Thompson) بدور (Josie) (Gina Rodriguez) بدور (Anya Thorensen) و(Tuva Novotny) بدور (Cass Sheppard). فالفريق عليه ان يعبر غابة فيصادف تشكيلات بيولوجية غريبة تصفها لينا بأنها خبيثة، مثل إنتشار الورم في جميع أنحاء الكوكب في إشارة لزوجها العائد من (وميض) وهو يعاني من مشكلة السير نائماً، فتكون (لينا) اول من تلاحظ تغير الأشياء وتحولها إلى أشكال غريبة من الحياة النباتية والحيوانية في خيال علمي يبقي المشاهد مشاركاً مع الفريق ومتحفز لحالات الخطر مع استمرار رحلتهم.
في النهاية تهرب (لينا) من هذا العالم الخطير والغريب بقرار كبير من خلال تدميره بواسطة قنبلة يدوية، لتتركه في حالة خراب لكن هروبها هذا كان نتيجة حتمية لتغير حاصل في جسدها اذ تبدأ عيونها تشع وميضاً في حين ان زوجها على ما يبدو قد تعافى بطريقة سحرية ليمثل لنا النجاة في علاقاتنا بالرغم من تغيرها في شكل لا لبس فيه.
“إنها تدمر كل شيء” ، كما تقول (فنتريس) في وقت سابق من الفيلم فتجيبها (لينا) أثناء قيام الفريق بالتحقيق: “إنها لا تدمر، إنها تصنع شيء جديد” كلتاهما على حق لكونهما تأخذان وميضاً من وجهات نظرهم الخاصة.
إن الإنجاز الذي حققه (Garland) هو دمج رعب الخيال العلمي مع حادثة (سيكودراما) من خلال تحويل الرواية إلى شيء جديد ومختلف في رفضها للتكيف الخانع في الرواية من خلال الأداء المتوازن للفريق للحفاظ على الإثارة المتتالية عبر التدمير الذاتي، والتطور، والبيولوجيا، والاعتماد المتبادل، وما يخيفنا أكثر وهو أننا لم نعد قادرين على الوثوق بأجسادنا، من المفترض أن تستمر في ذهنك وتطارد أحلامك في هذه الموجة الأخيرة من أفلام الخيال العلمي.