نوافذ سينمائية

38 عام على افضل افلام الرعب النفسية

سامر حميد

يقال بأن الذهب لا يفقد بريقه وهذه حقيقة ثابتة، في السينما ايضاً هنالك حقائق ثابتة وهي ان (The Shining)
ما زال متربعاً على عرش افلام الرعب برأي الاغلبية العاشقة لهذا النوع.
(جاك تورانس) كاتب مبدع يتولى وظيفة في فندق يغلق خلال فصل الشتاء اذ يسكن فقط هو وعائلته فيه، تضرب عاصفة ثلجية الفندق فيكتشف الابن (داني) ان الفندق مسكون بالأشباح بفضل شفافيته وموهبة التخاطر لديه، وتظهر روح (مستر غرادي) الحارس السابق الذي قتل زوجته وابنتيه مسيطرة على شخصية (جاك) وعندها تتطور الامور وتخرج عن الحدود.
يبدأ الفيلم بأجواء ومشاهد خلابة وموسيقى تصويرية تنذر وتوعد المشاهد بأنه سيرى شيئا مختلفاً عن الرعب الذي شاهده مسبقاً ليختفي كل الرعب بأجتماع (جاك) مع مدير الفندق وحديثهم بتفاصيل الوظيفة الجديدة.
وقد تتساءل ما المميز بهذا الفيلم؟ المميز ان الفيلم يعتبر من أقوى افلام الاثارة والغموض حيث يتناول الرعب بعدة اشكاله، مثل ظاهرة الأماكن المسكونة بالأشباح والتحول في الشخصية وما يميزه اكثر ان الرعب فيه ينطلق من الحوار وما يفعله (جاك نيكلسون) بتعابير وجهه، اذ لا يمكن ان تترقب ما سيفعله (جاك) لانك لا تعلم هل ما زال عقلانيا ام امتلكته الارواح وسيقتل عائلته؟ هذا عن مجال التشويق، اما مجال الحوار فدعوني اكتب لكم نصا مما قاله (جاك) لزوجته: “انا لا انوي ان اؤذيك، انا فقط سأسحق جمجمتك اللعينة” هذا الحوار دار بعدما اكتشفت الزوجة تحول زوجها الى شخص لم تعد تعرفه حقا وعندما اكتشف (جاك) الامر جعل المخرج (ستانلي كوبريك) شخصية (جاك) هي الكاميرا التي تحدق للزوجة بشكل لا يوصف كمية الاثارة والترقب في هذا المشهد لا نجدها في بقية الافلام عادة.
بعد كل الاثارة والتشويق يضيف لنا المخرج مشهد المتاهة وهنا (جاك) تميز واقنع بتمثيله كعادته ولكن الابداع كله يحسب للمتاهة التي وضعها ستانلي في الفيلم والتي لم تعجب الكاتب (ستيفن كينغ). الفيلم مقتبس من رواية لهذا الكاتب بنفس الاسم حيث شارك في كتابة الفيلم ايضا مع بعض الاضافات التي وضعها (ستانلي كوبريك.(
بعض الافلام تبقى معك للابد، وهذا ما حمله الفيلم الوثائقي الذي انتج خصيصا لتفسير مشاهد الفيلم بأسم (Room 237) لتدرك حجم الفن الذي قدمه لنا ستانلي، مع خدعة اخراجية رائعة كما عودنا هذا المخرج(RedRum) اقرأ الكلمة بالعكس ثم خلد الفيلم في زاوية الابداع.
الفيلم من بطولة (جاك نيكلسون)، (شيلي دوفال)، (داني لويد)، (سكاتمان كروذرس). وحصل الفيلم في موقع (IMDb) على تقييم (8.4/10) مما اتاح له الدخول الى قائمة افضل (250) فيلما بالمركز (61) وفي موقع (Metacritic) بتقييم (61%) وفي موقع الطماطم الفاسدة .(87%)
(The Shining) مختلف طبعا عن بقية الافلام بسرد عجيب ولقطات مخيفة، لقد استطاع كسب قلوب عاشقي افلام الرعب عبر استخدام مكونات يحبذها ذاك الذي يقضي ساعتين لمشاهدة فيلما يرعبه وكان له ما اراد، مشاهد مرعبة نفسيا تعابير جاك المخيفة كما ذكرت مسبقا والكثير من الاثارة في هذا السياق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى