اضاءات روائية

مغامرات نيلز العجيب….دروس وعبر

عدسة الفن – حنان حسن الفريجي

الروائية السويدية (سلمى لاغرلوف) ولدت عام (1858) وتوفت عام (1940) هي اول سويدية تفوز بجائزة نوبل للأدب عام (1909)، اصدرت روايتها الفائزة عام (1906) وهي الاشهر من بين أعمالها، وذلك بعد تكليفها من قبل الاتحاد الوطني للمدرسين في السويد بتأليف كتاب تربوي للأطفال يثير اهتمامهم بجغرافيا بلدهم.

أمضت (لاغرلوف) ثلاثة اعوام في البحث والقراءة والترحال في أنحاء السويد، لجعل كتابها وافياً، من المدن والبلدات إلى القرى التي زارتها، والثقافات التي تعرفت عليها والحكايات الشعبية التي استمعت إليها قديما في صغرها وحديثا في ترحالها، والعادات والتقاليد والفنون الشعبية، كل هذا لتغني كتابها ليكون شاملا بطريقة ادبية مبسطة تثري معلومات الاطفال بطريقة مسلية وممتعة.
(سلمى لاغرلوف) أصيبت في طفولتها بشلل الأطفال وظلت تعرج في كبرها، كان لمرضها الاثر الاكبر في ترك المدرسة مبكرا، لكنها واصلت تعليمها عبر القراءة الدؤوبة، وقد عملت في سلك التدريس وعاشت بين الكتب والكتابة.
تحولت الرواية الى فيلم لم اجد له اثر في بحثي، وقد عشقه الكبار قبل الصغار، ثم الى انبمي ياباني عام (1980-1981) كأول عمل انتاجي لشركة استوديو بيروت من 52 حلقة، وقد اضيفت للكارتون أحداث مختلفة قليلا.
(نيلز) بطل هذه الرواية، الفتى العجيب الذي قادته أعماله السيئة وكسله ومشاغبته وتعذيب الحيونات في مزرعة والده إلى مغامرة عجيبة، اضطر لخوضها بسبب جشعه مع القزم الذي حوله بدوره الى قزم صغير، ثم استطاع أن يتكلم مع الحيوانات، والتي بدورها قررت أن تنتقم منه عن كل ما فعله بها، ليجد نفسه بعد ان كان سيدها قد تحول الى طريدتها، والجميع ينادي بالانتقام، من الكلب الى قن الدجاج، من الأسطبل وحتى جحر الفأر، لم يجد غير الاوزة البيضاء (مورتون) التي خالفت كل العادات والتوقعات ليتمسك بحبل ربطه هو سابقا برقبته وطار معه في أثر الأوز البري المهاجر الى (لايلاند). مغامرات عجيبة شهدها (نيلز)، لكن الأعجب هو تغيير (نيلز) من فتى شقي كسول يعذب الحيوانات، الى فتى طيب يساعد الجميع كما تابعنا في المسلسل الكارتوني، وما حدث بين الرواية والمسلسل اتركه لكم. إنها مغامرة مدهشة ومشوقة وجميلة لا تعيشها الا مع (نيلز).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى