لوحات

ليليث…اسطورة الشر الانثوي في كل الحضارات

علي صبري

كلما تقرأ عن (ليليث) وفي أي حضارة تجد انها تمثل الشر، مهما كانت الصفة والشخصية التي تتخذها سواء ظهورها في لوح طيني سومري من مدينة أورك او ذكرها في كتاب اليهود، كما هناك الاسطورة التي تقول انها اخت (آدم) التؤام كانت ترغب بمشاركته في الحكم لما تتصف به من حكمة الا ان ادم لم يمنحها السلطة لذلك خرجت من الجنة وتعلمت المزيد من الحكمة من اله النور وعاشت كملكة لليل، لكن الفنان ( دانتي غابرييل روزيتي ) عام 1868 صوّر الأسطورة من منظور مختلف اذ ركّز على مظاهر الزينة وعلى مكان الشخصية المحورية التي رسمها ورغم أن اللوحة تصوّر (ليليث)، إلا أنه اختار لها عنوان (الليدي ليليث) كي يركز على أنوثة المرأة، عند النظر لخلفية اللوحة ستعطيك انطباعا واهماً بأن المرأة تجلس في مكان ما من مخدعها، اما الغرفة تمتلئ بالأزهار البيضاء التي ترمز للعاطفة الخالصة، وأزهار الخشخاش، رمز الموت، هي أيضا حاضرة، الشيء الغامض يتمثّل في المرآة السحرية إلى أعلى اليسار، المرآة تظهر انعكاس الشمعتين اللتين أمامها، ما يشير إلى أنها بالفعل مرآة حقيقية وليست نافذة تطلّ على عالم آخر، غير أن معظم الانعكاسات في المرآة تكشف عن منظر طبيعي لغابة ساحرة. أراد الرسّام أن يقدّم ليليث باعتبارها تجسيدا للجمال الجسدي، فهي تتكئ على أريكة وتمشط شعرها الأشقر الطويل بينما تتأمّل ملامح وجهها المنعكسة في المرآة التي في يدها، كما أنها محاطة بالأزهار وترتدي لباسا فضفاضا يكشف عن جسدها بشكل مثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى