اضاءات روائية

عداء الطائرة الورقية…رحلة الى افغانستان الحضارة

عدسة الفن – ثامر ريس

في صفحات هذه الرواية ستذهب برحلة الى افغانستان، تبدأ منذ اواخر العصر الملكي الى بدأ حركة طالبان، ستحبس انفاسك خلال القراءة لهفة الى متابعة الاحداث، فقصتها جمعت محاور مهمة مثل التمايز العرقى والطبقي وحتى الأخلاقي، حاول خالد حسيني في روايته هذه ان يضع افغانستان على خارطة الاوطان، تلك الاوطان التي نسيت، فحاول بطريقته ان يعلمنا ان الوعود التي تقطع يجب ان يوفى بها والا اصبحنا سجناء كلماتنا، وان الافعال لا تأتي من اسم الانساب والالقاب فلكل منا كيانه المستقل وعمله المسؤل عنه.

بعد سفره للولايات المتحدة الأمريكية وعدم مقدرته على العودة لبلاده بسبب طالبان والقاعدة واضطراره لطلب اللجوء وجلوسه امام شاشة التلفاز ورؤية اخبار بلاده وما تبديه طالبان من قوانين تقشفية ومنع ومحظورات في أفغانستان، بلاده و خصوصاً تحريم الطائرة الورقية لأنها كانت منتشرة في أفغانستان لذا في عام (1999) قرر كتابة قصة قصيرة لا تتجاوز الخمسة والعشرين صفحة،عن صديقين يلعبان هذه اللعبة لكن بعد قراءة زوجته للقصة شجعته لتحويلها لرواية فطبعها ونشرت عام (2003) كانت اول رواية لخالد حسيني ولتصبح بعد شهر من اكثر الروايات مبيعاً باللغة الإنجليزية وترجمت لعدة لغات، الكتاب يتكلم عن عدة علاقات انسانية بين البشر عن علاقة حب بين اب و ابنه (امير ووالده)، وعلاقة حب بين صديقين (امير و حسن) طفلان يكبران معا يحبان لعب الطائرة الورقية ابان الحرب الروسية على أفغانستان ، عن علاقة بين مواطن والحنين الى بلده و الغربة في بلاد أجنبية ، وبغياب الأم في هذه الرواية كان دور الأب قوي وواضح رغم قصر دوره ، رواية عن العاطفة البشرية عن الحب عن المكر عن الحرب عن السلام ، ابدع فيها حسيني بقصة متكاملة واظهر الجبن والفكر التكفيري الذي يتبناه صناع الموت من جهة و من حب للحياة من المواطنين العاديين من جهة ثانية.
تحولت الرواية الى فيلم سينمائي عام (2007) كان تحفة أخرى بنفس العنوان من اخراج (مارك فورستر) وبتعديل سيناريو من (دايفد بينوف) مخرج ومنتج مسلسل
(Game Of Thrones)
وبطولة (خالد عبد الله) فاز بعدة جوائز حول العالم منها جائزة النقاد لأفضل فيلم واعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى