نوافذ سينمائية

ضياع الهوية البشرية في فيلم (Naked)

احمد نزار

النفس البشرية في تطورها لا تخضع لترتيب زمني لحوادث ووقائع مرئية بل في لحظات خاطفة في نبضات النجوم القلقة المضطربة، أن الألم الذي تبعثه مرارة الواقع في حاجة قصوى إلى نفوس سامية لتستطيع إدراكه ويختلف الإدراك باختلاف تعريفنا للوعي البشري ربما يكون خطوة نحو الأفضل أو انتقال مباشر نحو الضياع وانعدام المعنى هذا ما يحدث في الشخصية الرئيسة في فيلم (Naked) الضياع الأبدي واختلاف الحقائق وتقلبها أنها الضريبة الخالصة للوعي؛ في عام 1993 أبتكر المخرج مايك لي طريقة مستحدثة تشابه إلى حد كبير تأثيرات السينما الكلاسيكية لكن في طابع الحداثة الواقعية والصراع الذاتي المصحوب بالرغبة والتناقضات من جهة والصراع الوجودي الذي يطارد الإنسان بظل من العذاب ومن جهة أخرى أعتقد بل أجزم أن مايك لي نقل بصورة صريحة إحدى الروايات ذات الطابع الكافكاوي للسينما بشكل تراجيدي ورائع . اختيار الموهوب ديفيد ثيوليس لأداء الدور اختيار أقرب ما يكون للمثالية ذلك أن الدور يستلزم في حالة (Naked)ضياع الهوية واصعب ما يمكن للمثل أن يمثل دور من هذا النوع ما جعله يستحق جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي بإمتياز . تحفة مايك لي حازت على العديد من الجوائز فقد حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان كما حصل الفلم على جائزة الجمعية الوطنية الأمريكية للنقاد وجائزة نقاد الافلام في نيويورك . عندما تتحدث عن الفن الحقيقي تبقى الكلمات تهرع بلا نهاية لتؤكد أن المعنى يكمن بالتأثير وفقط التأثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى