مسرح

المسرح الروماني…هيكل كلاسيكي عملاق يلهم العالم

عدسة الفن – احمد البهادلي

روما يتوسط قلبها النابض بالفنون والآداب والرومانسية (المسرح الروماني) المعروف بثرائه الادبي وأزدهاره وسحره، برغم اختلاف الأجناس والمكونات والثقافات فيها، إلا أن مسرح الأمبراطورية المعتق ربما لبى جميع الأذواق.

المبنى الروماني الكلاسيكي المغلف ألذي يستمد فنونه من الفن الاغريقي القديم، ولادة هذا التحفة الفنية والحضارية كانت ما بين عامي (70 –72 ب.م) من القرن الأول، وبناؤه كان على شكل مسرح ومدرج للعروض بنصف دائرة على مساحة (60) فدان منذ ألفي عام، يتكون من أربعة طوابق من النوافذ والأقواس والأعمدة، وهو بأرتفاع يماثل تماما مبنى مكون من (15) طابق، وبناؤه إبان حكم الامبراطور (فلافيو) وبناءً على رغبة من هذا الأمبراطور لمحو تأريخ بربري إمتلكه سلفه الأمبراطور (نيرون) الذي أضرم النار بكامل روما، تم الإنتهاء من التشييد بشكل رسمي للمسرح الروماني عام (80 ب.م) ، اي بعد عشرة اعوام من التخطيط والبناء والإبداع، حيث أستمرت الأحتفالات بعد افتتاحه لـ(100) يوم متواصلة، ويعتقد أصحاب الرؤى بأن عبقرية الهندسة المعمارية لروما تجلت في خلق هذا البناء الفني الشاهق ليكون شاهد على عظمة روما واساطيرها الخالدة، المسرح( الكولوسيومي) الشهير كما يطلق عليه، ربما يتسع (50) الف مشاهد في مدرجاته الثمانية الضخمة، كانت الفنون عبارة عن رقص فاضح وأحتفالات منوعة وإقتتال بين الفرسان وأعمال درامية مستوحاة من الاساطير، وربما طغت لغة العنف على عروضه. لا شك أن روما إعتمدت بشكل أساسي على هذا المدرج المسرحي الثري لجذب الثقافات والحضارات والشعوب إليها، حتى قطعة الخمس سنتات الإيطالية طبعت عليها صورة للمسرح الأمبراطوري الأنيق. أختير عام (1980) من قبل المنظمة العالمية (اليونيسكو) كواحد من أهم المواقع العالمية الحضارية والتراثية والفنية، وفي 7 تموز (2007) كان موعد اختيار المسرح الروماني ضمن عجائب الدنيا السبعة الجديدة، بعد أن نظمت منظمة عالم جديد (NOWC) مسابقة لأجل هذا الغرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى