اضاءات روائية

الغابة النرويجية…المشاعر المتشابكة بين الندم والحب

عدسة الفن – نور الهدى كناوي

الرواية التي تحمل عنوان الغابة النرويجية، للكاتب العملاق (هاروكي ماروكامي)، تميز الكاتب فيها بمزج الواقع بالخيال بطريقة عبقرية، وتحويل مشاعر الانسان وخياله لعالم فانتازيا مثير، والواقع ان كل منا يملك داخله كوكباً اخر، فيه من الغرابة ما لا يوصف بالكلمات، لكن (ماروكامي) وجد الكلمات المناسبة لوصف كل تلك العوالم المعقدة داخل عقول البشر.

رواية(الغابة نرويجية) هي احدى تلك الروايات التي تتميز بحبكة متشابكة، وتم تحويلها الى فيلم يحمل ذات عنوان الرواية، لكن الفيلم لا يمكن ان يصل الى روعة الرواية نفسها، فالكاتب (هاروكي) فنان في الوصف وإيصال الفكرة.
الفيلم يتحدث عن مراهق عادي بحياة هادئة يقرر الانتحار، ويقع انتحاره على صديقه وصديقته المقربين كصدمة مؤلمة لا يمكنهما التخلص منها، خصوصا في عمر المراهقة، اذ تبقى الاحداث الموجعة عالقة في الذاكرة.
يعيش صديقي المنتحر حياتهما محاولين التناسي، لكن بالمصادفة يلتقيان ليتذكر كل واحد منهما تلك القصة الموجعة التي يحاولان نسيانها، فلا تعود حياتهما كما كانت.
تتأزم حالة الفتاة بعد ان تتذكر الماضي، لتدخل للمصحة النفسية، ويحمل الشاب نفسه الذنب ويترك عمله وحياته ويذهب لزيارتها، ومحاولة الوقوف الى جانبها.
سلسلة من المشاعر الجياشة، يصفها لنا الكاتب، بشكل خفي ليخبرنا ان كل انسان منا هو مدعٍ حتى على اقرب الناس له، المراهق المنتحر كان طول الوقت مع صديقي طفوله، فكيف لم يدركان فكرته الدائمة بالانتحار ومشاعره العميقة بالحزن؟ هذه النقطة التي جعلتهما متحيرين ونادمين طوال حياتهما. ان شخصية الفتاة (ناوكو) الحساسة التي تملك قلقاً مستمراً يجعلها، فريسة سهلة للأزمة التي حلت بها، هذا ما تظهره حواراتها مع صديق لها وهما يسيران في الغابة، فهي تقلق من السقوط في حفرة عميقة بالصدفة فتنكسر ساقها وتصرخ حتى الموت فلا يسمعها احد، ويطمئنها صديقها بأنه سيمسك يدها جيدا ويهتم بها للأبد، فتخبره ان الاهتمام بها لابد انه سيكون صعباً لانه سيصاب بالملل وقد يأتي اليوم الذي يتساءل به، “لماذا اهتم بهذه المرأة؟”، تدور الحوارات التي يفتقر الفيلم لاغلبها بشكل ممتع كما عودنا الكاتب في كل مؤلفاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى