نوافذ سينمائية

المرآة هي الوطن.. والوطن والأجيال تتلاحق

احمد محمد / الاردن

هذ الفيلم يروي لنا الماضي لحياة رجل مسن، ليسرد علينا قصة حياته وحياة امه والوضع المرير الذي عاشه في فترة الحرب، اذ استخدم (Andrei Tarkovsky) هنا اللاسرد بحيث اننا لا نعلم في أي جيل نحن خلال سير احداث الفيلم، وما يزيد الارتباك في العمل هو استخدام نفس الممثلين لتجسيد الأدوار المتباينة في الأجيال فمن تمثل الوالدة هي نفسها من تمثل الزوجة، وهذا كان مقصوداً، ليظهر لنا مدى تشابههما وربما ليقول لنا أن التاريخ يتكرر، لتظهر على الدوام تشتعل أنوثة ومحبة رغم خصاماتها. وعلى سيرة تكرار التاريخ فربما كان في بحثه عن طفولته وعن تفاصيل حياة والده صورة كذلك من الارتباط الذي لم يكن متوفراً كثيراً بينهما، لتنتقل بنا المشاهد من جيل الى اخر راويتا لنا مجموعة من القصاصات التذكارية للراوي.
الفيلم المنتج لعام 1975 سيرة ذاتية، لكن لمن بالتحديد لا نعلم، ربما هو سيرة ذاتية لتاريخ وحياة شعب ودولة باكملها والمعاناة التي مروا بها او للمخرج والكاتب نفسه، لكن لماذا هذا الاسم (The Mirror)؟ لان ثمة اشياء تكرر نفسها والتاريخ دائما يعيد نفسه لنا، المرآة هي التي تعكس ذلك الواقع الاليم الذي عاشته تلك الامة، هذا الفيلم ربما يروي لنا حياة رجل واحد لكن بالتاكيد فانه يروي لنا حياة امة باكملها، الفيلم معقد للامانة وتم رفضه مرارا وتكرارا من قبل لجنة الاختبار في روسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى