اضاءات روائية

العمى عندما تقودنا الغريزة فننسى ادميتنا

تحرير عبد الرضا

اعجبني اقتباس فحواه :”ان استعدت نظري ثانيةً، فسوف أُدقق النظر في أعين الآخرين، وكأنني أنظر في ارواحهم”، وهنا يطرح السؤال نفسه هل نحن حقا نرى؟ ام اننا عميان يظنون انهم يرون؟ الاقتباس اثار فضولي لاعرف مصدره لأتعرف على رواية مليئة بالرموز والدلالات، رواية لا تحوي اسماء او اشارات واضحة بل تسمي الشخصيات باستخدامات وصفية، لا تتكلم عن دولة او زمن محددين، بل فكرة خيالية تضع افراد عاديين في وضع خاص.
رواية (Blindness) للكاتب البرتغالي (جوزيه سارماغو) صدرت لأول مرة عام 1995، فكانت سبب رئيس في حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1998، فتجريد الشخصيات الذي عرضه المؤلف والفكرة الغير واقعية التي اقنعنا بها واسلوب الحوار بدون فواصل او تنقيط او علامات اقتباس كل هذا جعل رواية (العمى) رواية مميزة، اذ تصف الاحداث عندما يتفشى وباء غريب يصيب الناس بالعمى ليروا كل شيء بلون ابيض، لا تسيطر الدولة على ما يجري فينهار النظام الاجتماعي، عندها يتم عزل الناس المصابة في احد المستشفيات المهجورة ويزداد الوضع سوءا عندما يتخلى المسؤولون عن دورهم في حماية الناس ليتركوهم يتقاتلون فيما بينهم على حاجات العيش الاساسية، فتظهر نزعة البقاء بصورتها المتوحشة. الشخصية الاساسية في الرواية هي (زوجة الطبيب) التي تدعي العمى كي ترافق زوجها المصاب في منفاه مع الاخرين، ومن خلال انسانيتها وتضحيتها نرى الاخرين في صراعهم وتوحشهم وطغيانهم، فتشير الرواية الى قضايا اجتماعية مهمة ولكن رمزيتها الاساس هي الاشارة الى الجهل متمثلا بالعمى.
حولت الرواية الى فيلم انتج عام 2008 من بطولة (جوليان مور) و(مارك روفالو) وعرض لاول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2008.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى