مرتضى فاضل
مشاهد فيلم (The Man Who Wasn’t There) مليئة بجمالية التصوير السينمائي والنصوص المليئة بالبرود الفني، اذ اظهر الاخوان (كوين) جوانب متميزة بتصويره لم تعرفها السينما من قبل.
(اد كرين) ويؤديه (بيلي بوب ثورتون) صاحب شخصية باردة يعمل كحلاق في محل يملكه زوج اخته (فرانك) الثرثار، اما (اد) فهو لا يتكلم كثيرا ويفضل الصمت، ربما يحب عمله او لا، لكن ماعرفناه انه يريد ان يربح مالاً كثيرا، لذلك عندما تعرف على رجل الاعمال (جون بوليتو) يطرح عليه موضوع مربح في وقت حدوث هذه القصة، اي في اربعينيات القرن الماضي بعد الازمة الاقتصادية في امريكا، فهو يحتاج الى 10 الاف دولار لكي يبدأ مشروعه في الغسيل الجاف، لكن (إد) لا يملك المال لذا يفكر بطريقة ليربح المال، وهو يعرف أين يمكنه الحصول عليه، اذ في الحقيقة هو يعلم أنّ زوجته (دوريس) تخونه مع ربّ عملها المدعو (بيغ ديف)، وهو زوج صاحبة المتجر، وبما أنّ المنصب الوظيفي لـ (بيغ ديف) يعتمد كلّياً على رضا زوجته (آن)، يقوم (إد) بابتزازه بإرسال رسالة تهديد باسمٍ مجهول، تنص على تزويده بالمبلغ المطلوب وإلا سيقوم بإخبار زوجته عن خيانته لها، لتتعقّد الأمور بشكل غير متوقع.
شخصية (إد) العظيمة تستحق ان تكون مثالا للصمت المبهر السينمائي فلم نرى تلك الشخصية في افلام سابقة.
الاخوان كوين قدموا لنا سيناريوهات عظيمة ونصوص بعضها يميل الى السخرية وكما معروف عنهما بكتابة الافلام الكوميديا السوداء.
الفنانة (فرانسيس ماكدورماند) أبدعت في أداء دور (دوريس)، وكذلك الفنان (جيمس غاندولفيني) في دور (بيغ ديف)، ولا ننسى الفنان (توني شلهوب) الذي لعب دور المحامي ببراعة.
الاستخدام الجميل للموسيقى الكلاسيكية زاد من روعة الفيلم، والشكر يعود للشابة (بيردي) التي تدخل قلب (إد) بواسطة عزفها الرقيق لسوناتا (الشفقة) للعملاق (بيتهوفِن) وأدّت دورها الفنانة (سكارلِيت جوهانسون) بتميز.
