اضاءات روائية

(يوليسيس)…رواية بين التخبط بالعثرات وطريق النجاح الوعر

عدسة الفن – مروة فاضل شاطي

يوليسيس أو كما عرفت آنذاك أيضاً بـ(عوليس) الاسم المقتبس من اللاتينية لبطل أوديسة هوميروس، وهي رواية القرن العشرين للكاتب الايرلندي (جيمس جويس)، تم نشرها في المجلة الأمريكية( The Lettel  Review) من عام 1918 ولغاية عام 1920 والتي تم إصدارها ذاتياً في الثاني من شباط 1922، الرواية تتكون من 265 ألف كلمة و730 صفحة، حيث استخدم جويس قاموساً بـ 30 الف مفردة متنوعة، حيث استخدم أسماء الإعلام والجمل الفريدة والصيغ المتنوعة أيضا، ومن الجدير بالذكر إن الرواية تقسم إلى 18 حلقة وكانت اللغة الرسمية للرواية هي الانجليزية، وتم نشرها عبر الناشرة (سيلفيا بيتش).

للرواية شخصيات برزوا في الرواية وهم: (مولي بلوم)، (ليوبولد بلوم)، (ستيفن دبدالوس) وغيرهم من الشخصيات التي استحوذت على مجريات الرواية.
نُشرت أول ترجمة عربية للرواية في الذكرى المئوية لمولد جويس عام 1982، وقد أنجزها الدكتور (طه محمود طه) أستاذ الأدب الانجليزي في جامعة عين الشمس وحاصل على الماجستير من جامعة دبلن الايرلندية حيث بدأ بترجمتها في عام 1964 وتم تنقيحها في الدار العربية، وان الصحيفة الأمريكية التي باشرت بنشرها على شكل حلقات متسلسلة كانت تصل مشتركيها عن طريق الخدمة البريدية هناك بسبب ما ادعته المحكمة الخاصة التي حاكمت الصحيفة بارتكابها فعل فاضح بعد أن نشرت حلقة منها تتحدث عن الرذيلة، وكان مؤلفها الأيرلندي جويس قد أصبح بطلا بنظر الأمريكيين منذ بداية إطلاعهم عليها وعلى ما كتبه عنها واحداً من أكبر النقاد الأمريكان آنذاك (جوزيف كولينز) الذي استعرض يوليسيس في صحيفة نيويورك تايمز يوم 28 أيار 1922 عندما نشرت لأول مرة في كتاب بالرغم من حظرها في الولايات المتحدة حتى 1933 ومما قاله كولينز فيها “بديهيا هناك عدد قليل من القراء من امتلك رؤى حساسة قد فهم واستوعب يوليسيس لأن حجم جيمس جويس كروائي كبير يطل لأول مرة على القارئ الأمريكي دون المرور عبر دورة تدريب أو تعليم لمنجزه يعني فقدان الكثير مما سيقع بأيدينا منه وسيشعر حتما ببعض الحيرة والشعور بالاشمئزاز نتيجة لذلك”.
ومن الجدير بالذكر أيضا إن الرواية تعرضت للنقد والانتقاد اللاذع من قبل بعض القراء مما جعلها تكون ذات قيمة عالية في تاريخ الأدب رغم كل ما واجهته من معارضات والشيء الأهم من ذلك تصدر الرواية ضمن قائمة الأفضل 100 رواية في حقبة القرن العشرين في عام . 1998

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى