مدرسة المشاغبين…مدرسة وهبتنا نجوما كبارا
عدسة الفن – نور الدين الموسوي
ربما رأيناهم صبيانا مشاغبين في البداية، ضحكنا على كلماتهم وافعالهم، لكن اتضح انهم مجرد شباب حالمين تائهين لا ينقصهم الا وجود مرشد روحي.
احداثها
قصة المسرحية مقتبسة عن الفيلــــــم البريطـــــــاني
(To Sir, with Love)
تتلخص أحداث المسرحية التي عرضت في عام 1973 عن خمسة من الطلبة المشاغبين، يجمعهم فصل دراسي واحد داخل مدرسة لا يستطيع مديرها السيطرة على شغبهم، حيث يظهرون تفوقهم عليه في عدة مواقف، فيبعث مدير المنطقة بامرأة معلمة كي تهذب الأولاد، فيعبث معها الأشقياء أول الأمر، لكنها لا تكل، وتحاول جاهدة تهذيب الأولاد، وتستطيع في النهاية أن تسيطر على مجرى الأمور وعلى الأولاد.
تمتلئ المسرحية بالمواقف الكوميدية الساخرة، وذلك الأمر كان سبياً في شهرتها وأيضا في صعود نجومها إلى أعالي المسرح والسينما المصرية لاحقا خصوصا مع وجود المخرج الكبير (جلال الشرقاوي) على رأس العمل.
شهرتها
تعتبر المسرحية من الإرث المسرحي المصري والعربي، أطلقت هذه المسرحية جميع الممثلين الشباب الذين قاموا بأداء أدوراهم بكل إجادة وعلى رأسهم: سعيد صالح، عادل إمام، أحمد زكي، يونس شلبي وهادى الجيار. بعد أن نجحت المسرحية نجاحا كبيرا، شجعت هذه المسرحية أبطالها على اعادة الكرة بمسرحية أخرى لاقت نجاجا كبيرا وهي العيال كبرت ولكن هذه المرة بدون عادل إمام وسهير البابلي الذين انطلقا إلى تكوين فرقهما الخاصة وتمثيل مسرحيات وأفلام كانت البطولة المطلقة فيها لهما.
تحولت المسرحية إلى فيلم لم يلاق نفس نجاح المسرحية، وذلك نظرا لاعتماده على نفس الأدوار بدون تغيير في الشخصيات أو في منطلقاتها، بالإضافة إلى عرضه في وقت تزامن مع عرض المسرحية على التلفزيون المصري.
ومع حب الجمهور لها وشهرتها الا ان عدد من علماء الاجتماع والمثقفين انتقد المسرحية بسبب سخريتها من رموز السلطة التي تتمثل في ناظر المدرسة، واحتقار القيم والمثل العليا مما أدى إلى شعور عام بقبول الفوضى وانحطاط مستوى الأدب العام، لكن المدافعين عن المسرحية من ضمنهم كاتب المسرحية علي سالم يقول: ” إن المسرحية كانت انعكاساً لفترة انهارت فيها القيم التقليدية للمجتمع المصري والعربي بشكل عام، والمعروفة باسم فترة ما بعد النكسة وما بعد الانفتاح حيث تحولت قيم كثيرة إلى مثار للسخرية”.