محمد ايسياخم العزلة ومرارة الفن
سامر حميد
ولد الفنان التشكيلي الجزائري (محمد ايسياخم) بمدينة القبائل في (ازفون) بالجزائر في عام 1928 وبدأ حياته كتشكيلي ومصمم جرافيك ورسام، ويعتبر (ايسياخم) من رواد الحركة التجريدية في عصر الحداثة وعضو في الاتحاد الوطني الجزائري للفنون التشكيلية، وفي سيرته المهنية تناول عدة مواضيع، فقد تحدث عن الريشة والعملة الورقية واللوحة كوسيلة لإيصال فكره و مبتغاه، كما الف كتاب اسماه (35 سنة في جهنم).
عاش هذا الرسام ظروفا مريرة واحداثا يمكن تسميتها بالكارثية، فأنطلاقا من موت امه امام عينه الى العزلة والتهميش ووصولا الى المحطة التي غيرت مجرى حياته ربما في عام 1943عندما كان يعالج قنبلة سرقها من معسكر فرنسي انفجرت القنبلة فقتلت شقيقتيه واقربائه وجرحت ثلاثة اخرين بينما نقل هو الى المستشفى وهناك خضع لثلاث عمليات جراحية، ادت في النهاية الى بتر ذراعه اليسرى.
ان هذه الاحداث المريرة انعكست بشكل واضح على فن هذا الرسام وجسدها بكل احترافية، ربما لأنه جسد شيئا ما قد حصل معه لا مع غيره لذا يعلم مواطن الاحساس ونقاط المشاعر والانسانية التي يرسمها ليقدم فيها الفن الخاص به.
قال ذات يوم في الحقد: (الحقد مقدس، إنه التعبير عن رفض القلوب القوية والقادرة، الكره يعني الحب انه الاحساس بحرارة الروح وكرمها، إنه يخفف القلق ويصنع العدالة إنه يجعل الانسان اكبر من الاشياء التافهة والحقيرة).
توفي سنة (1985) بعد صراع مع مرض السرطان تاركا ارثا فنيا وقصة مريرة تروى، وكان لشركة (جوجل) يد في تذكيرنا بهذا الرسام بعد ان احتفلت به في ذكرى ميلاده التسعين قبل ايام ووضعته كواجهة للمتصفح ليلة ميلاده.