(كوكوريتسو-غيكيجو) الرفيق الادبي لفارس الساموراي في بلاد الشمس المشرقة
عدسة الفن – عباس المـاجد
رحلتنا مستمرة وهذه المرة في بلاد اليابان العظيمة التي يصفها الكثير بأنها كوكب من مجرة أخرى قد حطت رحالها معنا على ظهر قارة آسيا وتوزع شعبها بين قرابة الثلاثة ألاف جزيرة التي شكلت فسيفساء نادرة لهذا العالم.
يعتبر البلد غني أدبياً وعريق ثقافياً، لكن موضوعنا اليوم يتكلم عن المسرح العظيم (كوكوريتسو-غيكيجو) الذي يتألف من مجموعة مسارح تتكون من ثلاث قاعات في مبنيين أثنين في( هايابوسا تشو)،وهوحي في (تشيودا) في مدينة طوكيو عاصمة دولة اليابان، والذي ا يبعد حوالي (600) مترعن البرلمان الياباني الوطني الحالي،وهذا المسرح تابع الى مجلس اليابان للفنون ألتي هي مؤسسة إدارية مستقلة وتتبع وزارة التربية والتعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا،ويستخدم هذا المسرح بالدرجة الأولى في العروض اليابانية التقليدية مثل فن (الكابوكي-النو)المسرحي الذي يرجع تأريخه إلى القرن الرابع عشر للميلاد، و يتميزبالمكياج المبالغ فوق البشـرة للممثــلين، و(الكابوكي) الفن المسرحي الذي ظهر في القرن السابع عشر ميلادي،وفن الـ( بويو) أو(نيهون بويو) وهو نوع من أنواع الرقص الياباني التقليدي،كلمة (بويو) تتألف من كلمـــــــــــــــتين (مــاي) و (أودوري ) وكلاهما يعني الرقص، إلا أن الأولى هي نوع من الرقص مع الدوران، و الثانية فهي رقص مع حركة إلى الأمام فقط بحسب المصادر، ويمتد تاريخ (البويو) على مدى أربع قرون حيث تأسس هذا الفن من مزيج من فنون مسرحية والرقص التقليدي مثل (النو ) الذي هو عبارة عن مواضيع فلكلورية متوارثة تأريخية تتركز على الخير والشر وهو من أقدم الفنون المسرحية بالعالم ،كما يعتمد كلياً على الأقنعة عكس بقية الفنون اليابانية ألاخرى وتطور الـ(بويو) ليأخذ طابعاً مستقلاً، ولا ننسى القاعة الصُغرى التي يقام بها (البونراكو) و هي عروض الدمى الصغيرة المتحركة التى تعرض مع الموسيقى اليابانية، اما خلال شهر “أبريل” من كل عام يُقام الحفل السنوى لـ(جائزة اليابان)الفنية، ويحضر الحفل كلا من سعادة الإمبراطور والإمبراطورة و يرافقهم عدد من القادة السياسيين وأيضاً أصحــاب الذوق الفـــني الرفيع،(1610) مشاهد هو العدد ألذي يكتمل به نصاب المسرح فنياً، تم أفتتاحه في عام (1966)،وما زالت عروضه العالمية مستمرة لليوم وهو يشكل معلماً ثقافياً وسياحياً وله صدى واسِع بأرجاء العالم.