(كمال الدين بهزاد) رائد فن المُنمنمات
محمد مهند
يعتبر فن المُنمنمات فناً عريقاً ومهماً، حيث إنه يجسد واحدةً من أهم الحضارات التي شهدها التأريخ، ألا وهي الحضارةُ الإسلامية، الحضارة التي جادت وإحترفت كل شيء، وطبعاً لهذا الفن رواد ومؤسسون، من أشهرهم هو (كمال الدين بهزاد) الذي قدم منمنمات لا تعد ولا تحصى وكل منمنماته تمتاز بالإبداع الذي لا مثيل له قط.
اسمه وضع في قائمة الفنانين الأكثر تأثيراً في تاريخ فن التصوير الإسلامي، يتميز بلمسته الواقعية وطريقته في تمثيل الواقع كما يراه، ومعروف عنه اهتمامه بأدق التفاصيل في لوحاته.
)كمال الدين بهزاد) هو رسام منمنمات ولد في مدينة هراة، ولادته مجهولة، فيقال إنه ولد بين عامي 1440 – 1450، عمل في بلاط (حسين ميرزا) وإلتحق أيضاً بالمرسم الملكي الذي يعنى بإنتاج المخطوطات المزوقة. وقد ألحقه بهذا العمل (علي شيرنوائي) وعهد به للرسام (ميرك) ليعمل عنده ويتأثر بأسلوبه. سرعان ما نضجت شخصيته الفنية وقدم منمنمات لا تعد ولا تحصى لكن مع مرور الزمن صعب على العلماء أن ينسبوا اللوحات له، اذ بتوالي الاعوام ظهر من قلد رسوماته وتواقيعه لأجل كسب الشهرة والمال.
ما يميز منمنمات (بهزاد) هو الإهتمام بالأوجه والملابس المرسومة فشخوص المنمنمة مختلفة كلياً عند (بهزاد)، وهذا فعلياً ما يميزه عن غيره، كما إهتم بالألوان ووظفها بشكلٍ رائع، فإذا كانت اللوحة حزينة يستخدم الأخضر الباهت وتداريجه والاسود أيضاً. (بهزاد) ليس له مثيل بين الرسامين العرب عامةً والمسلمين خاصةً.