فرانكشتايــــن يحمـــل بغـــداد الـــى العالميـــة
عدسة الفن – زهراء الالوسي
حكاية الالم العراقي تصل الى العالمية، فبعد ان فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2014، والعديد من الجوائز الادبية الاخرى وترجمت الى اكثر من عشرين لغة، كالانكليزية والايطالية والفرنسية، وتنتظر تحويلها الى عمل سينمائي وباللهجة العراقية من انتاج شركة بريطانية في الفترة القادمة، كما صرح كاتبها على صفحته في الفيسبوك، ها هي رائعة احمد سعداوي (فرانكشتاين في بغداد) تتنافس وتصل الى جائزة (المان بوكر) التي تحتفل بأفضل الاعمال الروائية العالمية المترجمة.
الروايات المتنافسة كانت (فيرنون سوبوتيكس) للفرنسية (فيرجيني ديبانت)، (الكتاب الأبيض) للكاتبة الكورية الجنوبية (هان كانغ)، (العالم يستمر) للمجري (لازلو كراسناهوركاي)، (مثل ظل باهت) للإسباني (أنطونيو مونوز مولينا)، ورواية (رحلات) للبولندية (أولغا توكارتشوك) التي حصدت البوكر.
تدور احداث الرواية في حي البتاويين الشعبي, الذي يضم عوائل عراقية بسيطة، و الذي يكون احدها (هادي العتاك) الذي يقوم بتجميع الاشياء القديمة وبيعها،الى ان يقوم بتجميع بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في بغداد عام 2005 و يخيطها على شكل جسد بشري.
تظل روح (حسيب) حارس الفندق الذي تطايرت اشلائه في الانفجار تائهة بلا جسد، الى ان تصل الى الجسد الذي كان يجمعه ويخيطه (العتاك) لينهض كائن (الشسمه) كما يسميه (هادي العتاك) في حكاياته الخيالية والخرافية التي يحكيها على اسماع الزبائن المتواجدين في مقهى عزيز المصري. وتسميه السلطات بـ(المجرم اكس) او (فرانكشتاين).
يقوم (الشسمه) بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزاءه التي يتكوّن منها ويحاول تحقيق العدالة. يلاحق العميد سرور مجيد، مدير هيئة المتابعة والتعقيب هذا الكائن الغامض الذي بث الرعب في شوارع بغداد، تتداخل مصائر الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد وأحيائها، يروي لنا (سعداوي) في حكايته تفاصيل دقيقة عن حياة العوائل العراقية والبغدادية بالتحديد فهناك (ام دانيال) الشخصية المسيحية التي رفضت ترك دارها املا في عودة ابنها الغائب. ولد سعداوي في بغداد عام 1973 ومن رواياته (البلد الجميل) عام 2004 و(إنه يحلم أو يلعب أو يموت) في 2008 و(باب الطباشير) في 2017.