عنقاء البندقية تكافح النيران
عباس الماجد
بعد جمهورية الصين أربطوا حزام الأمان فنحن على وشك الأقلاع نحو بلد السباغيتي والفيراري وذلك أستمراراً لما بدأته صحيفة عدسة الفن من رحلة حول مسارح العالم
مسرحنا اليوم لا يختلف كثيراً عن باقي المسارح من حيث التاريخ والهدف لكنه ترك أثراً محموداً على مر الاجيال، مسرح (لا فينيس) والترجمة الحرفية للكلمة طائر العنقاء الاسطوري الذي ينهض من تحت الركام.
سمي بذلك تيمناً بدوره المتمثل بالسماح لشركة (أوبرا) بالنهوض من تحت الرماد بالرغم من فقدانها للمسرح (بسبب النيران والمشاكل القانونية على التوالي) بحسب المصادر.
يقع جغرافياً في مدينة البندقية (فينسيا) في ايطاليا العريقة فنياً، أحترق الدار مرتين وأعيد بناؤها وترميمها، في الواحد من تشرين الاول عام( 1789) أعلنت عن مسابقة لتصميمه، وبعد جدال كبير وقع الاختيار على المهندس (سيلفا).
تأسس عام ( 1792) في شهر نيسان فسمي بـ(لا فينيس) وبسبب الخلاف الذي نشأ بين الشركة التي قامت بالبناء ومالكوا المسرح تم تدميره بحريق متعمد فأطلق عليه اللقب إشارة إلى مقاومة الشركة وبقائها، فلقب بـ(طائر العنقاء) العائد من تحت الركام وكان في الامر منافسة شديدة. في افتتاحه حضر الشهير (جيوفاني) مع قراءة لنص أوبرا من قبل الكونت (اليساندرو بيبولي)، أما الحريق الثاني فكان في 13 كانون الاول عام 1836، لكن اعيد بناؤه بسرعة وأفتتح يوم 26 كانون الاول (1837)، أما الحريق الثالث والاخير فكان في 29 كانون الثاني 1996 تم الانتهاء من ترميمه في 8 كانون الاول 2003، عندما تم تسليم المسرح مرة أخرى إلى بلدية البندقية طالت المسرح قضية اهمال وفضيحة اتهامات بعدم الكفاءة والفساد في الإدارة، وأقيم فيه أول عرض للأوبرا من قبل (روسيني)، (دونيزيتي) و(فيردي) وقد لاقى صدى ونجاح على مستوى هائل وهذا سبب عودته من الحرائق ثلاث مرات فأنتصر صوت الاوبرا على تدخل النار في جنبات هذا المسرح العظيم، لاحقاً صدر حكم بسجن اثنين من فنيين توصيلات الكهرباء احدهما ستة اعوام وسبعة اعوام للاخر بعد ما تمت ادانتهما بتهمة اشعال الحريق في محاولة للتهرب من دفع غرامة عن التأخير في التوصيلات كما تم ذكرها في المصادر ولا زال المسرح لليوم يقدم عروضه العالمية.