عندما يكون الزمن صديقا وعدوا في (The Age of Adaline)
بشرى نجم الدين
تخيلي للحظات ان الاعوام بكل ثقلها لن تمر عليك كما تمر على بقية الناس، لن تعرفي ما معنى ان تكبري مع مرور الايام ولن تدق التغييرات الجسدية والنفسية بابا اليك يوما وستتمكنين من معايشة اجيال من البشر والاصدقاء، ولديك فعلا (الزمن) كله لتكتشفي كل ما في الكون من مهن وتحديات ترغبين بتجربتها، جميل اليس كذلك؟ لكن ماذا عن المأساة التي يمكن ان تحدث ما وراء ذلك؟ ماذا لو خُيرتي بين شبابك الذي لا ينتهي وبين الحب الكبير، ماذا ان شاهدتي كل احبابك يكبرون ويشيخون ويموتون وانتي صامدة كما انتي، او يخيل اليكِ انكِ صامدة، ماذا لو لاحقتك الاجهزة المختبرية لمحاولات كشف سرك؟ والاهم من كل هذا ماذا لو هربتي عند كل محاولة صداقة لايجاد الحب لمجرد انه حان الوقت لكشف سرك؟ هذا ما تعيشه تحديدا (ادالين بومان) الأم الأرملة، من مواليد 1937، والتي ما زالت تبلغ من العمر 29 عاما، اذ تعرضت لحادث غير اعتيادي تزامن مع صدفة فلكية ادت الى تعرضها لشحنات كهربائية مكثفة جعلتها سجينة الشباب الأبدي لما يقرب من ثمانية عقود وهي في هذه الحالة يصاحبها وضع نفسي سيء، فهي مضطرة لتغيير اسمها، مظهرها، وإقامتها كل عشر اعوام، فترى أصدقائها المقربين وعائلتها يكبرون مع مرور الزمن، وتخشى التعلق بآخرين خوفاً من وفاتهم قبلها، لذلك تفضل الإنعزال والعيش بمفردها، لكن هذا الواقع على وشك التغيير عندما تلتقي (ادالين) برجل يمتلك كاريزما خاصة يدعى (اليس جونز) يعيد إشعال شغفها بالحياة والرومانسية وتعتقد انه قد يكون جديرا بأن تتنازل معه عن حياتها الخالدة حتى تقضي عطلة نهاية أسبوع مع والديه وتجد سرها مهددا، فماذا سيحدث؟
ابتعد الفيلم عن الكثير من النقاط التي تجعل الأفلام التي تتحدث عن الخلود والحياة البشرية خيالاً علمياً، فلم يتم مناقشة الأمر بطريقة طبيّة مطوّلة ولم يبحث عن تفسير لما حصل أو حتى عكس الفعل بشكل عام، بل قام حرفياً بتجاهل الفكرة وتقديم ما يدور بالفعل حوله الفيلم الا وهو قصة رومانسية عاطفية مميزة، تم تقديمها بأسلوب خيالي لتجنب الكثير من المفارقات العلمية التي تجعل الفيلم في تصنيف آخر بعيداً عن الجمال والخيال والعاطفة وأقرب إلى أسلوب الطرح الجدي. الفيلم مشحون بالعواطف والانفعالات واللحظات الدقيقة التي تشدنا الى كل التفاصيل في العمل بدءأ من المشاهد المصوّرة بأناقة شديدة واعتماده أسلوب تحفيز الذكريات للعودة إلى الماضي نظراً للإطارات الزمنيّة العديدة الموجودة في الفيلم، فاستفاد من الكثير من الأحداث التاريخية والمعلومات العامة والصور المتنوعة لتقديم مشاهد حياتية قديمة باختيار لما هو مهم لطابع الفيلم ليضيف على ذلك انتاج وتصميم ازياء أنيق ومناسب ومتنوّع أيضاً قام في النهاية المخرج بجمعها سوية وتقديم فرصة لمشاهدة فيلم جميل بتفاصيله المختلفة.
تمتع هذا الفيلم تحديدا بطابع رقيق يجعله خفيف ومؤثر بشكل غريب على مختلف النفوس، فالفيلم لم يكتف بفكرة العلاقة بين شخصين أو وجود الرومانسية بشكل عام بل كان عليه أن يضيف أمراً ما، وكان هذا الأمر عن طريق الفنتازيا والخيال. حاز الفيلم المنتج عام 2015 على تقييم (7.2/ 10) في موقع (IMDb) وهو من اخراج إخراج (لي تولاند كريجر) وتأليف (جي. ميلو غودلو) و(سلفادور باسكوفيتس) وبطولة (بليك ليفلي)، (مايكل هويسمان) و(هاريسون فورد).