صراع الممالك على الطريقة السورية
عدسة الفن – زهراء الالوسي
كانت و لازالت الدراما السورية الرائدة في مجال انتاج الاعمال التاريخية الضخمة، التي تحكي سير اشخاص كان لهم التأثير الكبير في بيئاتهم أو تعرض سيرة دولة من الدول و تتناول تاريخها فمن منا لا يتذكر مسلسل (ابو الطيب المتنبي) او مسلسل (الزير سالم)، اذ يشكل هذا النوع من الدراما حلقة جذب للمشاهدين ويرضي فضولهم تجاه فترات تاريخية غامضة ، ويقدمها بسهولة ويسر عبر شاشة التلفزيون.
اما في الفترة الحالية وبسبب ما تعيشه سوريا من أحداث تسببت بتوقف هكذا أعمال نسبيا ،الا إن الدراما السورية اطلت علينا في رمضان الماضي بإنتاج تاريخي ضخم رغم انه خيالي وتجري احداثه في مكان و زمان افتراضيين. المسلسل تم تصويره بين سوريا وتونس وعرض على شاشة ابو ظبي واخرجه (حاتم علي)، تتشابه خطوطه العامة مع (صراع العروش) رغم ان مؤلف العمل عدنان العودة نفى انه شاهد المسلسل المشهور عالميا.
يتناول قصة تاريخية تبدأ حين يقوم ملك آشوريا (الجنابي) والذي قام بدوره (سامر المصري) بغزو مملكة اوركيديا وقتل ملكها (الاكثم بن عدي) والسيطرة على المملكة، تهرب ارملة الاكثم مع طفليها الامير (عتبة) الذي يقوم بدوره( باسل الخياط) والاميرة (رملة) التي تقوم بدورها(ايميه صياح) و تعهد بهما الى ملك سمارا (انمار) الذي يقوم بدوره (جمال سليمان) تمر السنين بعدها ويكبر الامير عتبة و لا ينسى مملكته الضائعة و يحشد الجهود في سبيل استعادة ملك ابيه يساعده في ذلك ابن عمه (ظافر) الذي يقوم بدوره (معتصم النهار). تتشابك الاحداث و تتنوع و تكثر الصراعات التي كان من الممكن ان تنتج مسلسلا ذو حبكة درامية ضخمة من اول حلقاته الى اخرها الا ان المسلسل وقع في فخ الاطالة والتكرار وظهور بعض الاخطاء التي غالبا ما تقع فيه مسلسلات شهر رمضان، رغم ذلك فأن المسلسل لا يخلو من احداث جميلة.