زينب القصاب: بغداد عندي…أديم الحضارات..وماء عين الثقافات
حوار / عدسة الفن العدد:50
لمساتها تضيء اينما تواجدت، ودعمها لكل عمل شبابي حاضر وجاهز، هي مثال حي للدقة في العمل والاصالة في التعامل..السيدة الفاضلة (زينب القصاب) مديرة القسم العلاقات والاعلام في دائرة السينما والمسرح ضيفتنا الكريمة في حوار ممتع وجميل.
دائرة السينما والمسرح العريقة، كيف تصفين بداياتها؟
– أسبق اجابتي عن سؤالكم الأول بتوضيح افتخر به كثيراً، انا أول من وصف دائرة السينما والمسرح بعد استلامي زمام ادارة قسم العلاقات والاعلام نهاية عام 2011 بـ(دائرة الأم الراعية لقيم الفن والجمال) واعتمد بعد ذلك في المخاطبات الرسمية وكان له وقعاً جميلاً واصيلاً كأصالة مؤسسي هذه الدائرة التي لها تاريخ يضرب بجذوره الأرض ليمتد إلى عام 1959، فهي مؤسسة تهتم بجميع انواع الفنون ظهرت بأسم(مصلحة السينما والمسرح) أسسها عمالقة الفن وقد باشرت نشاطها الفني عند مطلع عام1960، وتعد اول دائرة رسمية مركزية تعنى بالفنون المسرحية والسينمائية، وفي عام 1987 استبدل اسمها الى (دائرة السينما والمسرح)، كانت ولم تزل امبراطورية وزارة الثقافة بثقلها الفني وحجم أقسامها وتشكيلاتها الفنية والادارية ونتاجاتها المسرحية والسينمائية وبراعة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وفرقة فنون البصرة في تقديم الفلكلور العراقي وحصد الجوائز العربية والعالمية.
*منصبك كمديرة القسم الاعلامي لدائرة السينما والمسرح، هل كان حلماً ام سيرة مهنية متقدمة؟
– لم اتوقع يوماً ان اكون في دائرة السينما والمسرح، رغم أنني معدة للبرامج وكاتبة للسيناريو ولي عدة افلام وثائقية وبرامج إذاعية وتلفازية قبل عام 2003، تعييني الوظيفي الأول كان في دائرة الإعلام الخارجي في وزارة الثقافة والإعلام عام 1999 جاء ذلك بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الإعلام وحصولي على المرتبة الشرفية الثالثة، وهي شهادتي الثانية بعد حصولي على دبلوم بصناعة وتقويم الأسنان، لكنني اعشق الإعلام ولي قلم كان قد وصفه العلامة الدكتور (حسين علي محفوظ) رحمه الله تعالى بأنه (قلم اصيل مجتهد وهو خارج عن النمطيات)، وبعد حل وزارة الإعلام كان لابد ان نتوزع على تشكيلات وزارة الثقافة فانتهيت إلى إعلام السينما والمسرح صحفية في مجلتها لأكون بعدها مسؤولة لشعبة الإعلام وهنا قررت ان اقود اعلام الدائرة بالطريقة التي اجدها صحيحة وتدر بالنفع على المنجز الفني للدائرة عراقياً وعربياً وعالمياً بطريقة مثلى جديدة في تقديم المنجز الفني العراقي بعد سبات إعلامي بشرط ان يكون الترويج للمنجز الإعلامي بعيداً عن النمطيات والأوصاف النفعية البليدة الأخرى التي لا تتلاءم مع أفكاري التي تحمل إلى الآن قول سيدنا محمد المصطفى شعاراً (وانما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)، لأصبح مديرة قسم العلاقات والأعلام نهاية عام 2011 وسط ترشيح جماعي، واجتهدت كثيرا في تشكيل شبكة علاقات وإعلام ضخمة وإيجابية أساسها الصدق والاحترام والمحبة والتخطيط الإعلامي المسبق والأخذ بأدوات دعائية ترويجية طموحة مستنبطة من بنات أفكاري جعلتني محط تقدير واحترام مع كل من تعاملت معهم وهذا فضل من الله عز وجل، كان الأساس في ذلك الحرية والثقة والمسؤولية الحرة التي وضعها المدير العام على عاتقي وهو الدكتور شفيق المهدي رحمه الله تعالى، امن كثيرا بموهبتي وقدرتي على بناء منظومة علاقات وأعلام طموحة وأصيلة، مع العلم ان من الصعوبة جداً ان يجتمع الفنانين على تقييم واحد، لكن النسبة الأعظم منهم اجتمعوا عند منجزي الإعلامي للدائرة وتأسيسي الصحيح للقاعدة الدعائية التي حاكت وسائل أعلام وبرامج تلفازية عالمية دخلت الى المسرح الوطني ومنتدى المسرح لأول مرة واستضافة الفنان العراقي كنجم حاله كحال الفنان المصري والخليجي.
*ماهو دور دائرة السينما والمسرح في دفع عجلة النتاجات الفنية الشابة في المسرح والسينما؟
-أبواب دائرة السينما والمسرح مشرعة أمام نتاجات الشباب وحسب المستطاع والجميع يعرف أمكانيتها المالية المعدومة، ومع هذا تدعم شباب المسرح من خلال منتدى المسرح وإقامة عروض خاصة بهم ومهرجانات تهتم بعروضهم تعدت المحلية الى العربية والدولية، وترشيح أعمال الشباب المسرحية للمشاركة في المهرجانات العربية والدولية، اما السينما فدعمها يكمن في احتضانها لعروض الشباب السينمائي الحقيقي والترويج له بشتى الوسائل ناهيك عن المشاركة في الإنتاج، انا شخصياً مع إنجازات شباب المسرح والسينما وداعمة لهم اعلامياً ومع كل من يضع في مكتبة العراق الثقافية والفنية كتاباً وتجربة مسرحية كانت ام سينمائية تنطق باسم العراق.
*ما هو المهرجان الفني الذي تتمنون ان يكون رسمياً ودائمياً في العراق بحيث يكون مؤهلاً لان يقدم تطوراً للفن العراقي؟
-هي ليست أمنية، هو رجاء الله عز وجل ان يعاد بناء صواري الثقافة العراقية من جديد، ولكل محفل وتخصص ثقافي يكون هناك مهرجان سنوي دولي تحتضنه بغداد (أديم الحضارات وماء عين الثقافات).
*ماهي نصائحك للإعلاميين الجدد التي تسهم في وضع أقدامهم بالطريق الصحيح لمسيرتهم؟
-لمن يحب الصحافة والإعلام عموماً عليه ان يستكمل الموهبة بقراءة الكتب فهي جوشنه والصدق في تناول المعلومة والتعامل مع الشخصيات، الصبر واحترام الذات وان طال المسير وصولاً إلى الهدف والارتكاز على الثقافة الحقيقية.
*في العمل الإعلامي في العراق، كيف ترين المرأة الاعلامية العراقية؟
– اليوم أجد المرأة هي من تتصدر الإنجاز النظيف الخالي من الشوائب، أنا أتحدث عن المرأة الحقيقية التي تهمش أنوثتها الزائدة عن الحاجة مقابل إنجازها الأدبي والعلمي والإعلامي والوظيفي عموماً كي لا تصبح سلعة تباع وتشترى تحت عنوان عريض (الشهرة السريعة).
*كلمة أخيرة..
– سأختم معكم وفي الختام مسك يكمن مع أجمل عنوان (عدسة الفن) الذي تفوقتم باختياره، لكونه يشكل الذاكرة الحية للمجتمع العراقي ويجسد من جديد معالم الزمن الجميل، وأنتم حريصون جداً على قيمة هذا العنوان الإعلامي العراقي الأصيل بجهودكم والتزامكم ومثابرتكم، وأدعو لكم الله تعالى ان تصبح عدسة الفن عنواناً لمؤسسة إعلامية كبيرة تعنى بالإذاعة والتلفاز إلى جانب طباعة الصحف.