زرياب فنان الذوق العام و مجسد الابداع
سامر حميد
ابو الحسن علي بن نافع الموصلي هو اسمه الكامل، مطرب عذب الصوت من بلاد الرافدين تخصص في عدة فنون وابدع فيها بشكل لا يوصف فهو موسيقار، شاعر، عالم بمختلف الوان العلوم والمعرفة والادب وكان فلكيا عارفا بالنجوم ومطلعا على جغرافية الارض والبلدان.
كانت له اسهامات بارزة في الموسيقى الشرقية ولقب بـ(زرياب) لعذوبة صوته ولون بشرته القاتم الداكن وايضا وهو اسم لطائر اسود اللون عذب الصوت يعرف بـ(الشحرور.(
يعتبر (زرياب) مبتكر فن الذوق العام والذى يسمى اليوم بــ(الاتيكيت) والذي مثل حلقة وصل هامة في نقل مظاهر الحضارة الاسلامية والشرقية الى الاندلس ومنها الى اوروبا والعالم اجمع.
ترعرع في الموصل ونشأ في بغداد وكان تلميذا لــ(اسحق الموصلي) بصورة سرية الى ان اتقن فن الغناء، وفي ذات يوم طلب الخليفة (هارون الرشيد) من (اسحق الموصلي) ان يأتي معه بمغني جديد يجيد الغناء، فاحضر زرياب وبدأ غناؤه فقال :
يا ايها الملك الميمون طائرة هارون راح اليك الناس وابتكروا.
نقل (زرياب) الكثير من الاشياء الى الاندلس، فهو الذي نقل اجمل ما في بغداد الى قرطبة ومنها الى الاندلس من موسيقى واقمشة واكلات عربية اضافة الى طريقته بالكلام والتأني في الاكل كانت تلفت النظر اليه وقد كان سببا في اختراع (الموشح) وقد كان يشتهر بالولائم حتى ان هنالك حلوى تسمى بأسمه الان وهي (الزلابية) بمصطلحنا العامي كتحريف عن الاصل (زريابية) والتي سميت تيمنا به.
توفي الفنان الابداعي في قرطبة سنة 243 هجرية والتي وافقت سنة 857 الميلادية تاركا ورائه ارث كبير وقدوة للاجيال القادمة.