موسيقى

رياض أحمد سيد الشجن وراسم الافراح

محمد باقر ناصر

من عبير البصرة، من شطآنها المنسابة تحت ظل النخيل، ظهر صوت شاب في العشرينيات من عمره معبئاً بتراث وحاضر غنائي عظيم، سرعان ما شق صوته الساحة الفنية، حاجزاً له مقعداً بين نجوم الأغنية العراقية، في أواخر سبعينيات القرن المنصرم، حينما تلقفته الاذاعة والتلفزيون آنذاك، ذلك هو الفنان الراحل رياض أحمد.
ولد الراحل عام 1951، وعاش في فترة تنوعت فيها المدارس الفنية، فبدا تأثره بالطرب الريفي من جهة، والمقام العراقي من جهة أخرى. غنى العديد من الأغاني، أكثرها شهرة (مجرد كلام)، (مرة ومرة)، و(آن الأوان)، (أحبك ليش ما أدري)، لكنه اشتهر بمواويله الممزوجة بشجن يصل حد البكاء، وكأنه يعاني دائما من مأساة داخلية، تعكسها مأساة مجتمعه المأزوم، إذ يجيد رياض أحمد أغلب أنواع المواويل الجنوبية، و اشتهر بطوري المحمداوي والصبا.
يفتتح رياض أحمد عادة أغانيه بمواويل يتقن أدائها الى حد مثير للدهشة، متمكن من أغلب الطبقات، يغزل عُربه في القرار وفي الجواب، شكل مدرسة فنية ما يزال الكثير من الشباب يأخذون منها دروساً في الأداء الغنائي، إذ تغنى مواويله وأغانيه وتتناقلها الأسماع والحناجر في مختلف الحفلات.
توفي رياض أحمد وهو في أوج عطائه الفني، عن عمر ناهز الـ 46 عاماً، ذلك في عام 1997 بظروف صحية غامضة، ليترك رحيله فراغاً في الساحة الغنائية العراقية. ومن الجدير بالذكر أن لرياض أحمد بنتاً شقت طريقها الفني عبر برنامج ستار أكاديمي للمواهب الغنائية، وما تزال تنشط عبر عدد من الأغاني تدعى رحمة رياض أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى