(حكاية امة)…العنصرية ضد المرأة بأقسى حالاتها
عدسة الفن – دعاء علي
تخيل إن كل ما تقترفه البشرية الآن من أخطاء فادحة بحق نفسها يكون له ثمن وخيم وان يكون الجزاء بقدر تلك الأخطاء، وتخيل أن يتم معالجة الأخطاء بجرائم واستباحة كل ما هو محصن باسم الرب.
مسلسل (حكاية امة) هي قصة تتمحور حول النساء والظلم الذي يتعرضن له في مجتمع استولى عليه جماعة متطرفة أطلقوا على أنفسهم اسم (أبناء يعقوب)، حيث قامت هذه الجماعة بحكم أمريكا، التي أصبحت اسمها (جلعاد)، وقامت باستعباد مجموعة من النساء القادرات على الإنجاب وجعلهن خادمات لدى القادة وهم الفئة الحاكمة لـ(جلعاد) لغرض إنجاب الأطفال لهم بعد انتشار العقم في أنحاء البلاد ويطلق عليهن أيضا اسم (الامة) ترتدي هؤلاء النسوة الثياب الحمراء، فبحسب قانون المدينة الجديد لكل فئة اجتماعية لون من الثياب، أما الرجال يرتدون عموما اللون الأسود على اختلاف مناصبهم من قادة وحراس وعاملين، وترتدي النساء ألوان مختلفة مثل اللون الترابي للعاملات واللون الأزرق لزوجات القادة وأما العمات فثيابهن باللون الزيتوني، فالنسوة في مجتمع (جلعاد) كلهن مملوكات لكن بدرجات، وهنالك عواقب لكل مظاهر للحياة في ممارسات المرأة فتعاقب كل من تضع مساحيق التجميل أو القراءة أو الكتابة أو حتى الاختلاط مع الرجال.
يتناول المسلسل المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة الكندية (مارغريت اتوود) حكاية امرأة شابة اسمها (جون) التي أجبرت أن تكون (امة) بعد سلب طفلتها منها وقتل زوجها لتعمل في بيت احد قادة النظام الدكتاتوري كأداة للإنجاب في ظل صراع مع زوجة القائد التي تقاتل من اجل الحصول على طفل. يناقش المسلسل عدة جوانب مهمة منها استباحة المرأة وقوة تحملها في ظل جبروت المجتمع، وظلم المرأة للمرأة وتنازلها عن ابسط حقوقها، وقد أثارت المسلسل ضجة كبيرة لما تحمله من معاناة حقيقية لواقع النساء اليوم فبالرغم من إن القصة المتناولة غير حقيقية لكنها قريبة كل القرب من واقع النساء في اغلب المجتمعات. المســلسل نــال تقــييم (8.6/ 10) في موقع.(IMDb)