باي باي لندن…صورة لواقع العرب في بلاد الغرب
عدسة الفن – تحرير عبد الرضا
ان بحثت في اغلب الاعمال الفنية ربما لم تجد عمل فني مثل هذه المسرحية استطاع وخلال مدة عرض قليلة وضمن قالب كوميدي ان ينقل صورة المواطن العربي وحاله لو اتيح له السفر الى الدول الاجنبية، فرغم عرضها قبل ما يقارب 37 عام ما زالت احداثها تتشابه مع واقعنا اليوم وكأن الزمن غير كفيل بتغييرنا.
شخوصها
(باي باي لندن) مسرحية كوميدية كويتية اجتماعية عرضت عام 1982، من بطولة الفنان عبد الحسين عبد الرضا بدور (شارد بن جمعة)، غانم الصالح بدور (نهاش فتى الجبل)، هيفاء عادل بدور (وفاء/ فرانشيسكا)، داود حسين بدور (صافي/ فرانكو)، انتصار الشراح بدور (سميرة)، مريم الغضبان بدور (سبيكة) ومحمد جابر بدور (ادم) ومن اخراج (المنصف السويسي) كمخرج مسرحي و(كاظم القلاف) كمخرج مسرحي، ومن تأليف (نبيل بدران).
يشيد الجمهور بهذه المسرحية ويعتبرها من اهم الاعمال المسرحية الخليجية والعربية لما تحمله في مضمونها من افكار واسقاطات اجتماعية وسياسية، واستخدامها الترميز للاشارة الى بعض الظواهر السلبية في المجتمع العربي بصورة عامة.
القصة
تدور المسرحية حول رجل أعمال كويتي يذهب الى لندن بحجة العلاج ظاهريا ولكن النية هي الهرب من زوجته والبحث عن المتعة هناك، فيصدم بواقع الحال ويفر هاربا من ابن اخيه المقيم في لندن الذي يحاول فعلا اعادته الى المشفى للاطمئنان، ليصر على اللهو والبحث عن متعته ومع مرور الوقت تأتي زوجته وتكتشف ألاعيبه ولا يعيرها اهتمام حتى ينصدم من السرقات التي يتعرض لها والنصب الذي يتعرض له فيغير قناعاته بلندن.
بقالب كوميدي متقن الكلمة وصنع المشهد نرى احوال هذا الرجل عند دخوله للمجتمع الغربي، فقدم صورة نمطية للرجل العربي الميسور وما يقوم به اذا ازيلت عنه قيود المجتمع التي تكبله في بلده الام. ورغم ان الظاهر انتقاد الغرب للحرية التي يعيشون بها او محاولتهم الاستغلال للغرباء، لكن المسرحية باسلوب التسقيط ارادت ان تظهر ان العيب بالمواطن العربي الذي يستسلم للذاته ويحاول الانخراط بمجتمع لا يليق باصله المحافظ.