موسيقى

الموشح الاندلسي…نتاج احتكاك العرب بالاسبان الموسيقية

عدسة الفن – سامر حميد

نشأت (الموشحات) في الاندلس أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) في الفترة التي حكم فيها الامير (عبد الله بن محمد)، وفي هذه الاعوام ازدهرت الموسيقى وشاع الغناء من جانب وزاد احتكاك العنصر العربي بالعنصر الاسباني من جانب اخر.

فكانت نشأت الموشحات استجابة لحاجة فنية اولا ونتيجة لظاهرة اجتماعية ثانيا.

وكانت الحاجة الفنية التي دعت لظهور هذا النوع هو (الاندلسيين) الذين كانوا قد أولعوا بالموسيقى وكلفوا بالغناء، منذ ان قدم عليهم (زرياب) ، واشاع فيهم فنه، واما كونه نتيجة لظاهرة اجتماعية فبيانه أن العرب امتزجوا بالاسبان والفوا شعبا جديدا فيه عروبة وفيه اسبانيا.

كما يظهر ان (الاندلسيين) قد احسوا بتخلف (القصيدة الموحدة)  ازاء الالحان المنوعة، وشعروا بجمود الشعر في ماضيه التقليدي الصارم امام النغم في حاضره التجديدي المرن واصبحت الحاجة ماسة إلى لون من الشعر الجديد يواكب الموسيقى والغناء في تنوعها واختلاف الحانها.

ومن هنا ظهر هذا الفن الشعري الغنائي الذي تتنوع فيه الأوزان وتتعدد القوافي والذي تعتبر الموسيقى اساسا من أسسه فهو ينظم ابتداء للتلحين والغناء.

وتتألف (الموشحات) عادة من خمس فقرات  تسمى كل فقرة (بيتا) وكل فقرة من هذه الخمس تنقسم الى جزأين الاول الذي تختلف فيه القافية من بيت إلى بيت يسمى (غصنا)، والجزء الاخر الذي تتحد قافيته في كل الموشحة يسمى (قفلا).

ومن امثلته قول (ابن سهيل الاشبيلي)  :

مــن اذا املـى عـليـه حرقـى طـارحتنـي

مـقلتـــاه الدنفـا

تـركـت الحـاظه مــن رمـقـي اثـر النـمل

على صم الصفـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى