مسرح

المسرح في المانيا… تاريخ نفيس ونادر

عدسة الفن – حسام صباح

ان المسرح في المانيا يُشكّل ذلك المنفذ الرّوحي لمعظم الذين أخفوا طفولتهم في حقائب وفرّوا بها ليتمكّنوا من التمثيل على خشبة المسرح حتّى نهاية العمر.

يميل الشعب الالماني إلى حب الفنون على أنواعها، حيث تزخر ألمانيا بمسارحها المتنوعة بأحجامها المختلفة وفنونها الغنية، سواء المسرح الكوميدي أم المسرح السياسي أم الاجتماعي ويعود فن المسرح لقرون عدة ابتداءً من العهد الباروكي مروراً بالعصور الوسطى وصولاً إلى عصرنا الحديث.
وتوصف ألمانيا بأنّها (جنّة أوربا للمسرح) ليس لتعدّد دور المسارح وتنوّعها فيها فحسب وإنّما أيضا لتاريخها العريق في الفن الرّابع، كما تعدّ ألمانيا مهد كبار الفنّانين والكتاب المسرحيين مثل (يوهان فولفغانغ غوته) و(برتهولت بريشت).


وشهد المسرح خلال فترة الحكم النازي نكسة كبيرة، ذلك أن العديد من الممثلين والمخرجين والكتّاب المسرحيين، ومن ضمنهم (ماكس راينهاردت) و(برتهولت بريشت)، قد اضطروا للهرب من بطش النّظام، كما مثّلت إعادة توحيد ألمانيا فترة صعبة لعدد من دور المسرح وخاصّة منها في برلين، ذلك أن العديد من دور المسرح في الجزء الشرقي في برلين قد واجهت، بعد سقوط الجدار وتوحيد الألمانيتين، مشاكل مالية كبيرة إلى درجة أنّه تمّ إغلاق بعضها.
يوجد في المانيا حوالي 180 مسرحا عاما (حكوميا) و190 مسرحا خاصا تجعل من ألمانيا تجمعاً مهما للمسارح، ومن أشهر المسارح مسرح (تاليا) في هامبورغ و(برلينر أنسامبل) و(كامر شبيلة) في ميونيخ كما تموّل الدولة نحو 150 دار للمسرح، ثلثها دور تأوي تحت سقف واحد ثلاثة أنواع من المسارح: مسرح للتّمثيل وآخر الرّقص وآخر للعروض الموسيقية والغنائية كما يتردّد نحو 35 مليون شخص من مختلف الأعمار سنويا على نحو 110 ألف عرض مسرحي وسبعة آلاف حفل موسيقي.
منذ عام 2007 أصبح لعالم المسرح في ألمانيا جائزة خاصّة تضاهي جائزة الأوسكار في هوليوود، وهي جائزة (فاوست)، وتمنح هذه الجائزة في تسع فئات، من بينها فئة أفضل ممثّل وأفضل إخراج، كما يُعدّ لقب (مسرح العام) من أهمّ مقاييس النشاط المسرحي في ألمانيا، ويتمّ منح هذا اللّقب سنويا من قبل مجلّة (المسرح اليوم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى