مسرح

المحطة…نلتقي فيها اغرابا ونرحل عنها اصحابا

عدسة الفن – بشرى نجم الدين

في محطات السفر ننتظر ليأتي القطار وننتقل الى عالم اخر غير الذي نشهده ونعرفه، منا من يودع عزيزا ومنا من يرحب به ومنا من يسافر ليجد نفسه ولكن جميعنا نشترك في المشاعر والاحاسيس والمواقف التي نتركها في محطة القطار.
من المسرحيات المميزة والتي تركت طابعا مميزا لدى الشارع العراقي مسرحية (المحطة) التي اظهرت فيها نخبة من عمالقة الفن العراقي وطرح موضوعات مهمة، فعدت مسرحية كوميدية هادفة. المسرحية من تأليف (صباح عطوان) واخراج (فتحي زين العابدين) عرضت على خشبة مسرح الرشيد اشتركت فيها نخبة من ممثلي الفرقة القومية العراقية مثل (طالب الفراتي)، (ليلى محمد)، (عبدالجبار كاظم) و(عماد بدن) عرضت لاول مرة عام 1985. تدور قصتها حول ألتقاء بضعة اشخاص في محطة القطار في ليلة شتاء باردة منهم السكير، الريفي، المجنون، المثقف، سيدة طبيبة وفلاحة حامل صحتها عليلة. تميز هذا العمل بطابعه الجماهيري والريفي ويبحث لنا المواقف التي تحدث بين مختلف فئات المجتمع حيث ظهر لنا المرحوم (طالب الفراتي) بشخصية الرجل الريفي الشجاع الحكيم الصلب الذي يمتاز بكل الصفات الحميدة والتي يتحلى بها من تربى في مضايف العشائر فكانت المسرحية احد الاعمال التي اظهرت شخصية الانسان الفلاح القوي، فاضحك الجمهور وابكاه بحديثه ومواقفه وحكمه ومواعظه، ايضا (عماد بدن) بشخصية (ابو دريد) السكير ومواقفه في الحياة وحديثه المضحك المؤلم مع الرجل الريفي الوقور، اما (عبد الجبار كاظم) في دور المثقف وكيف يتعامل مع من حوله. (ليلى محمد) كانت الطبيبة التي لا تتوانى عن مساعدة اي شخص ومنهم المرأة الحامل في المحطة التي تنتظر القطار هي الاخرى. اما سبب نجاح العمل فهو تكاتف الفنانين على انجاحه بدليل مرور اعوام طويلة على عرضه ولكن المسرحية لم تمح من ذاكرة المشاهد العراقي الذي ما زال يتذكرها ولا يمل من مشاهدتها وايضا ترديد بعض العبارات التي قيلت فيها كما ان من الصعب في الوقت الحالي ان تنجز مسرحية بمثل اتقان هذه المسرحية (المحطة) تعتبر اطول مسرحية شعبية بالمسرح العراقي ونال عنها المخرج المميز (فتحي زين العابدين) جوائز وشهادات ومحبة الجمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى