القضية الحُسينية في الفن
عدسة الفن – محمد مهند
لعلهُ من أبرز القضايا الإنسانية على مر التأريخ هي مأساة كربلاء التي إنتهكت حقوق الإنسان وسبل العيش والإختلاف، حيث كانت نتيجتها سقوط سبط رسول الله الحسين بن عليٍ (عليهم السلام) (3ه إلى 61ه) مضمخًا بدمائه على رمضاء كربلاء.
كان ولابد من التركيز على هذه الثورة العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ من قبل الفنانيين، فنراهم يخطون بالقلم ما يوحى لخيالهم لتجسيد تلك الواقعة الأليمة وتمثيل المُصاب الجلل بفرشاة تقرب الصورة، وتبين العذاب الذي حل زائراً على سبط النبي في كربلاء، وتصوير شواهد وزوايا الواقعة لكي تنطبع الصورة في ذهن من يرى الرسم، فيتقرب إلى حقيقة ما وقع على الحسين. يعد كاظم حيدر من المبدعين في هذا المجال حيث رسم قرابة الأربعين لوحة وعرضها في مهرجان بيروت لعام 1965 وإنطلق من شعار (ملحمة الشهيد) وتحدثت الرسومات عن الواقع الذي مر به الحسين (ع)، فإلى الوقت الحالي لم ينقطع هذا الفن، وأخذ حيزاً كبيراً وصار ركناً مهماً في أركان الفن الديني، فكان تجسيداً للواقعة الأليمة وقد حفز عدداً من الشباب على تطوير إبداعهم وتقريب فكرتهم عن الملحمة، فلم ينقطع ذكر الحسين فكما قالت زينب بنت علي (ع) في قصر يزيد “فوالله لا تمحو ذكرنا”. ولعل من أشهر اللوحات في هذا المجال هي لوحات الإيراني (حسين روح الأميني) والتي حُفظت لوحاته في متحف الفنون المعاصرة في العاصمة طهران حيث إنها تجسد الساعات الأخيرة من حياة الحسين وإستشهاده، وكذلك من أشهر اللوحات هي (ملحمة السماء) للفنان حيدر علي حسين الحسناوي وكذلك لوحة (دماء روت رمضاء كربلاء) للفنان حسين الأميني، ولوحة عصر عاشوراء للفنان محمود فرشيجان ولوحة (بطل كربلاء أو معركة كربلاء) المحفوظة في متحف بروكلن في نيويورك.