الغزِل في أُم الربيعين…هوية المرأة سابقاً
عدسة الفن – حسين هادي
ألغزِل هو حرفة قديمة يتم فيها فتل الألياف الطبيعية أو الأصطناعية مع بعضها لتشكل خيطاً أو حبلاً. وقديماً و لآلاف الاعوام غُزلت الألياف باليد باستخدام أدوات بسيطة كالمغزل وفلكة المغزل، وتعد عملية الغزل في الموصل سابقاً من أهم الأعمال التي يجب أن تتعلمها المرأة غنية كانت أم فقيرة، لان أثاث الدار وبعض الثياب الظاهرة والجوارب كلها تعد من غزل ربة البيت وبناتها. ويكون غزل القطن في الدولاب فلا تخلوا دار من دولاب أو أكثر. ويعتبر عدم معرفة المرأة الغزل من العيوب، وتتنافس النساء في الصناعة بدقة ومتانة الغزل، وكانت تتباهى النساء بغزلهن، أما المرأة المتزوجة فكانت تتباهى أمام زوجها وتنتظر عودته إلى الدار وتقول له باللهجة الموصلية الجميلة :”غزلت لك نصل من البيحة (البارحة) العصغ (العصر) ينفع الحبل الجسغ (الجسر)” فيجيبها قائلاً:”المغا (المرأة) يامغا أي أنت المرأة التي كنت أتوقعها.”
أما غزل الصوف فكما يكون في الدولاب فانه يكثر غزله في (الدزك)، وهو خشبة مستديرة يتراوح طولها من 30-40 سم تثبت به طاقة الغزل ويبرم فيغزل به. ويطلق لقب (الغزّالة) على المرأة المتفوقة بغزلها الدقيق والجميل بالشمس، فاذا أشرقت شمس الشتاء أسرعت الغزّالات بإخراج الدواليب ظاهر الغرفة وجلسن بالشمس وقد تقطر السماء قليلاً في فصل الربيع والشمس مشرقة فيغني الأطفال :”شمس ومطغ على غبيع .. غزالة تغزل واتبيع .. وتقول غزلي غفيع”.