الروائي الذي تنبأ بتكنولوجيا سبقت عصره
علي محمد علي
عندما يذكر أدب الخيال العلمي فان أول وأعظم الأسماء التي تذكر فيه هو (جول فيرن)، الروائي الذي تنبأ بأعظم الاكتشافات والاختراعات العلمية التي حصلت في حياتنا قبل أن تحدث، ولد فيرن عام 1828 وهو روائي فرنسي وشاعر وكاتب مسرحي اشتهر بروايات المغامرات التي كان لها أثرا عميقا في أدب الخيال العلمي إذ كان يلقب بـ(أب الخيال العلمي)، عاش (جول فيرن) في جزيرة فيدو قرب نانت في فرنسا ونشأ هناك على حب البحر والتلذذ بروايات البحارة القادمين إلى البر عبر المرفأ المجاور لمنزله، حين أنهى جول دراسته في نانت أرسله والده إلى باريس كي يدرس المحاماة المهنة التي اختارها له رغما عنه، وراح يستغل أوقات فراغه في كتابة القصص القصيرة والمسرحيات. كتب فيرن أولى رواياته (خمسة أسابيع في منطاد) ولاقى صعوبة في قبولها لدى الناشرين أول مرة، لكن احدهم قبلها أخيــــــــراً فلاقت عند صدورها نجاحاً لم يكن بالحسبان، بعد هذا أشتهر جول فيرن وتابع الإبداع فصدرت له روايات أخرى مثل (من الأرض إلى القمر)، (عشرون ألف فرسخ تحت الماء)، (الجزيرة الغامضة)، (حول العالم في ثمانين يوم)، (رحلة إلى مركز الأرض) وهي أشهر رواياته على الإطلاق. أغلب موضوعات هذه الأعمال الأدبية التي تخصص فيها كانت تدور حول المخترعات العلمية التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى المخترعات الخيالية التي كان يتنبأ بها ويتوقع ظهورها لخدمة الإنسانية فهو في رائعته (من الأرض إلى القمر) تنبأ بإطلاق ثلاثة رواد إلى القمر تماماً كما حصل بعد ذلك بقرن تقريباً، وفيرن أيضاً تكلم عن الكهرباء والغواصات والاختراعات الحديثة قبل أن تدخل حيز الوجود بعشرات الأعوام، توفي فيرن في أول القرن الذي تحققت فيه كل تنبؤاته سنة 1905.