الشاشة الصغيرة

الدراما العربية: صورة مشوهة للمجتمع العربي

تحرير رضا

تعد الدراما اكثر الاعمال الفنية انتشاراً وتأثيراً على المشاهد وعلى سلوكياته بسبب توفر عامل الوقت لمساحة العرض الذي يتيح لها نشر ما تريده من مفاهيم، لذا كان الواجب عليها ان تكون مِرآة للمجتمع، لكن الملاحظ في الآونة الاخيرة تشتتاً فيما تقدمه وازمة بالشكل والمضمون مما جعل الدراما مصابة بتخمة في الكمية وفقر في الابداع والمضمون، ولا يمكن التغاضي عن هذا الخلل لأنها تساهم في بناء ونقل صورة عن اخلاقيات المجتمع وقد تؤدي الى اعادة نمطيته وصناعة اراءه من جديد! اذا استعرضنا اهم النقاط التي نبرر فيها عتبنا على الدراما بعدم تقديم مضمون يثلج القلب فنبدأ بآلية الاقتباس من دول اخرى والتي قد لا تتناسب مع طبيعة المجتمع العربي، مع الاصرار على تقديم صورة المرأة السلبية اذ رغم الوجوه كثيرة فلا نرى معالجة لمشاكلهن الحقيقية، كما يعد انتاج مسلسلات لغرض التسويق دون الاهتمام بالمحتوى اكثر الاسباب في انحدار مستوى الدراما مثل تقديم مسلسلات كوميدية تافهة والتوقف عن انتاج مسلسلات تاريخية او دينية بحجة تكلفة الميزانية الضخمة، مع هيمنة شركات الانتاج للأفكار التي تريد تقديمها. لا تخلو الدراما العربية من اعمال فنية مميزة ولكنها تعد خطوات لا تكفي لان تبني طريق قويم يخرج الدراما العربية من ازمتها وارجاعها لهويتها الاصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى