الخيميائـــي رحلـــة لاكتشـــاف الـــذات
عدسة الفن – ابتهال حامد
لا ينبغي للإنسان أن يخشى من المجهول لان بوسع كل إنسان أن يغير حياته ، فلتكن شجاعاً وتخاطر فلا يمكن استبدال الخبرة بأي شيء اخر ولن نستوعب معجزة الحياة إلا اذا سمحنا لغير المنتظر بالحدوث.
الخيميائي هي الرواية الثانية للكاتب البرتغالي (باولوكويلو) وقد حققت ناجحاً عالمياً باهراً . وقد كاد الناشر ان يتخلى عنها في البداية ولكن سرعان ما اصبحت من الروايات البرازيلية الاكثر مبيعاً
تدور احداثها عن الراعي اسباني (سانتياغو) في رحلته للمضي من اجل أيجاد كنزه المدفون قرب الاهرامات المصرية الذي تكرر عليه في المنام اكثر من مرة، فباع غنمه وتوجه الى افريقيا، وبدأت رحلته من اسبانيا عندما التقى الملك (ملكي صادق) الذي اخبره عن الكنز عبر مضيق جبل طارق مارا بالمغرب حتى بلغ مصر، وواجهته في رحلته اشارات غريبة وصادفته عقبات كثيرة منها انه سُلب مرتين وعمل في متجر للبلور، ويلتقي بالانجليزي الذي يريد ان يصبح خيميائياً يبحث عن اسطورته الشخصية ويلتقي بفاطمة حبهُ الابدي فيعتمل داخله صراع بين البقاء الى جانبها وبين متابعة رحلته، فتنصحه فاطمة في اكمال البحث عن كنزه وتعده بأنتظاره، في الصحراء يشهد حروبا تدور رحاها بين القبائل ويصادف الخيميائي العارف بالاسرار العظيمة الذي يرافقه للنهاية في رحلته ويساعده على ايجاد كنزه، وتبلغ الرواية حبكتها عندما تقبض احدى القبائل على( سانتياغو) والخيميائي حيث توضع العلاقة بين( سانتياغو) والكون على المحك، لكنه ينجح في هذا الاختبار ويصل الى الاهرامات ليجد ان الكنز ليس مدفون عندها بل وجد اخر علامة توصله الى كنزه، في هذه الرواية يستعيد (كويلو) موضوع رحلة موغلة في القدم بداها كل الذين فتشوا عما يجعل الحياة اجمل مثل حجر الفلاسفة واكسير الحياة، وهل يصبح الذهب ذريعه للبحث عن الكنوز وهل تكون اسطورتنا الشخصية اكتشافنا لحقنا في السعادة .
فلسفة الرواية
يمكن أن نجمل القضايا والموضوعات التي تعالجها الرواية في قضيتين هما قضية الاستقرار والترحال ثم قضية الأسطورة الشخصية. بالنسبة للأولى يكشف لنا عن ذلك التوتر الذي يعيشه الإنسان بين رغبته في الاستقرار وعيشه حالة الترحال والسفر. ففي الحالة الأولى يرغب الإنسان في أن يعمل في مكان معين وان يرتبط باشخاص معينين وبالتالي فان العالم سيصبح ضيقاً وكذلك علاقاته وأحاسيسه.
نُشرت الرواية عام 1988 وتُرجمت الى 81 لغة مماجعلها تدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية لأكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة، وبيع منها 210 مليون نسخة في اكثر من170 بلد مماجعلها من اكثر الكتب مبيعا على مر التاريخ. وصور لها فيلم الخيميائي من اخراج (لورنس فيشبورن) ولعب الممثل (إدريس إلبا) دور البطولة.
اقتباساتي من الرواية ” لا تفكر ابدا بما تركته وراءك”، “ثمة طريقة واحدة للمعرفة هي العمل”، “عندما نحب تكتسب الاشياء معاني اكثر غنى”.