التراجيديا…عمق التأثير الفني بملامح حزينة
عبد الحكيم عماد
تراجيديا (Tragedy)مصطلح يوناني كلاسيكي يعني المأساة، وتعد شكلاً من أشكال الدراما الذي يتّسم بالجدية والشهامة وايضاً هي محاكاة لفعل جاد كامل ذي حجم معين، في لغة منمقة تختلف طبيعتها باختلاف أجزاء (المسرحية)، وبواسطة أشخاص يؤدون الفعل لا عن طريق السرد، بحيث تؤدي إلي تطهير (النفس) عن طريق الخوف والشفقة بإثارتها لمثل هذه الانفعالات، والتراجيديا عموماً تتعلق باستعراض أحداث من الحزن ونتيجة مؤسفة في النهاية، كما تنطبق هذه التسمية أيضاً في الثقافة الغربية على وجه التحديد على شكل من أشكال الدراما التي حددها أرسطو اتسمت على جانب من الجدية والشهامة والتي يكون البطل ذو مكانة عالية ويواجه أحداثا مؤسفة وحزينة تنتهي نهاية مأساوية إمّا بهزيمته أو موته، ووفقاً لأرسطو أيضاً فإن “هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيطا بل معقدا وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة”. ويرى أرسطو أن المحاكاة في التراجيديا ليست محاكاة أشخاص وإنما محاكاة أفعال. ومحاكاة الأفعال هي ما يشكل الحكاية، والحكاية هي قلب التراجيديا ومحاكاة الأفعال هي محاكاة للحياة وللسعادة والشقاء، وبذلك يقر أرسطو أنه من دون أفعال لا توجد تراجيديا.
وتكون التراجيديا أكثر فلسفة من التاريخ، لأنها تتحدث عن العام بينما التاريخ يتحدث عن الخاص والدقيق. وتتدخل مجموعة من العناصر في التراجيديا، بالإضافة إلى التطهير الذي ينتج عن الشفقة والخوف هناك (الهارماتيا) أو لحظة التحول التي يبدأ فيها البطل الفعل الذي سيؤدي إلى هلاكه.