التراث الليبي بفرشاة الفنان (عوض عبيدة)
الاء خير الله
وسط بنغازي عام (1923) ولد الفنان التشكيلي الليبي الراحل (عوض عبيدة)، وبعد حصوله على الثانوية العامة عام (1937) درس الفن في إيطاليا، وأقام أول معرض فني بمتجر صغير عام (1946). أنشأ معرضاً دائماً هو أقرب للمتحف في بنغازي اسمه (دار الفن والتراث) يعرض لوحاته التي تؤرخ مظاهر الحياة في المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، كما اقام في لندن مرسماً خاصاً عام (1978) حيث أقام بها (14) معرضاً وجالت أعماله الفنية دولاً عدة كسويسرا والولايات المتحدة والمغرب وغيرها.
كانت لوحات عوض عبيدة عبارة عن تجسيد تأريخي مصور لمدينة بنغازي خصوصاً لفترة الثلاثينيات والأربعينيات، وبالرغم من الضنك والفقر والبؤس الذي عاشته المدينة وسكانها بسبب سنوات الحرب والاستعمار الذي سبقها فانك ترى حياة تنبض بالحيوية والحركة والصدق فى لوحاته وحماس لعلنا نفتقده الآن فى شوارعنا، فقد سجل فيها تفاصيل طقوسها وممارساتها للاعراس ومواسم الأعياد الدينية استخلصها بريشته من واقع الحياة وترجمها باللون والصورة والحركة حيث ساهم بفنه فى ثقافة الارتقاء بالحس والذوق.
رحل رائد الفن الواقعي الليبي (عوض عبيدة) سنة 2013 وترك في رصيده الفني ما يقارب (500) لوحة لتبقى شاهدة على جمال الموروث الشعبي والثقافي والاجتماعي في ليبيا من خلال الأزقة والشوارع ووجوه البسطاء من الناس التي جسدها بريشته ومنح عبرها اللوحة التشكيلية الليبية خصوصيتها لتكون نافذة مشرعة على التاريخ والذاكرة الشعبية.