نوافذ سينمائية

(اسمي خان)…دعوة للتسامح وانقاذ العالم من الاحقاد

تحرير عبد الرضا

تخيل انك خلقت محبا لا تضمر الشر ولا تستطيع المراوغة، وان ما يعتمل في قلبك هو ما ينطقه لسانك، ستبدو ربما كملاك، لكن كيف ستتعامل ببرائتك في عالم مليء بالشر والشك والحقد؟ خصوصا مع دفاعك المستمر عن مذهبك ومشاعرك وحتى وجودك برغم انك لم ترتكب ذنبا، هذا ما حاول ان يقدمه المخرج (كاران جوهر) في فيلمــــــه (My Name Is Khan)
اذ نتعرف على شخصية (رضوان) كانسان بسيط يعاني من متلازمة (Asperser) وهي احدى درجات التوحد، فيأخذ الكلمات بمعانيها المباشرة ولا يعرف الكذب، يمتلك قدرات ذهنية فذة، ويعجز عن التواصل الاجتماعي. ان اختيار هكذا شخصية لتكون محور الاحداث ربما كانت خطة لجعلنا نؤمن ان هذا العالم بكل تعقيده يستطيع ان ينقذه الحب، وهو ما معروف في تركيبة الافلام الهندية التي تتضمن قصة حب يتقاذفها الاخيار والاشرار لنصل الى نهاية سعيدة بعد اضافة حرارة البهارات الهندية عالية الجودة، لكن هذا الفيلم مختلف، اذ حاول في قسمه الاول ان يجعلنا نقع في حب (رضوان) والتعاطف معه لحالته الصحية ووضعه عندما يقع في حب (مانديرا) المختلفة عنه دينيا، فنرى مشكلة التفرقة المذهبية والدينية مسرحا مؤثرا لخلفية الاحداث، ليصل بنا الى النقطة المحورية وهي احداث 11 ايلول وتفجير مبنى التجارة العالمي وما عاناه المسلمون بتحولهم في عيون الغرب الى ارهابيين، ليقدم الفيلم رسالته التي يرددها البطل (انا لست ارهابيا)، الفيلم طبق المعايير الهوليوودية في تقنيات الكاميرا وتحرير السيناريو، ويمكن اعتباره نسخة بوليوودية عن فيلم (Forrest Gump) فنلاحظ نمطا من رياح التغيير التي طرأت على السينما الهندية بمحاولة طرحها قضايا كبيرة، نجح الفيلم في محاولة تقديم صورة للاسلام وتعاليمه من خلال الالتزام بالطرح الحيادي الموزون وخصوصا في حوارات البطل التي تعبر عن عمق وتفاصيل الاحداث المكتوبة بذكاء تام، الفيلم من انتاج عام 2010، وبطولة النجم (شاروخان) والجميلة (كاجول) وحصل على (8\10) في موقع .(IMDb)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى