(آكلو البطاطا) اختيار عينة خشنة لتجسيد واقع الطمأنينة للفلاح والارض
نرمين فرحان العدد:49
ليس المهم ان تفعل مايراه الناس مناسباً او مايعتقده الاخرون صحيحاً او رائعاً، الاهم من ذلك ان تفعل ما انت مقتنع به، ماتظن بأنه سيخلد ذكراك ويبقي اثرك خالداً من خلال تمثيلك لحالة معينة او مبدأ معين تؤمن به، هذا مافعله الرسام الهولندي (فان غوخ) حين قام برسم لوحة (آكلو البطاطا) وهي لوحة زيتية رسمها في نيسان عام (1885) في نوينين هولندا بأستخدام طلاء زيتي وخيش (سطح اللوحه).
تعتبر اللوحة واحدة من أهم لوحات (فان غوخ) حاول من خلالها تصوير حالة الفلاحين كما هي حيث اختار عينة خشنة وقبيحة عن قصد معتقداً أنه بذلك سيحصل على لوحة طبيعة أكثرقائلا:”كما ترون فقد أردت وبشدة تخليد تلك اللحظة، لحظة هؤلاء الناس وهم يأكلون البطاطس على ضوء مصابيحهم الصغيرة بأيديهم الخشنة التي يزرعون بها الأرض مطمئنين على أنهم حصلوا على طعامهم بأمانة”.
عندما يتذكر الفنان أعماله الفنية يجد أن لوحة (آكلو البطاطا) التي رسمها هي أنجح لوحة ولكن تزعزعت ثقة (فان غوخ) بنفسه كفنان بعد انتقاد صديقه (أنتون فان ربارد) للوحة بعد رسمها مباشرة وقام الفنان بالرد وكتب إليه “ليس لديك الحق في نقد أعمالي بتلك الطريقة” وذكر ايضاً قائلاً “في كل محاولاتي السابقة كنت أحاول القيام بما أريده لأتعلم كيفية القيام به”.
وفي (14 نيسان1991) تمت سرقة 20 لوحة من متحف (فينسنت فان جوخ) بما فيهم النسخة النهائية للوحة (آكلو البطاطا) لأسباب غير معلومة تخلى اللصوص عن اللوحات الفنية بعد 35 دقيقة من السرقة ليتم استرجاع اللوحات بسرعة.
توجد اللوحة الآن في متحف (فان غوخ) بأمستردام كما توجد لوحة زيتية أولية لها أيضا في متحف (كرولر مولر) في أوتريلو كما تمت صناعة مطبوعات حجرية للصورة حفظت في مجموعة أعمال (فان غوخ) في متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك.