نوافذ سينمائية

(Troy)…تُشيّد الإمبراطوريات بالحرب

أسل الصفار/ امريكا

لديك قصة تم عرض محتواها في الكتب والأفلام السينمائية ومسلسلات التلفزيون عدة مرّات، لكن هنا النص الذي تم استخدامه يحوي تغييراً جذرياً عن القصة الأصلية فقد تم إزالة دور آلهة الأغريق وطروادة .
ماذا ستفعل الآن لتقدّم لنا فيلماً جديداً يجذب إهتمام المشاهدين ويحصل على إيرادات معقولة؟ هذا ما واجهه منتجي فيلم(طروادة)، و كان ردّهم هو:استثمار مبلغ هائل للدعاية والانتاج، 50 مليون دولار للدعاية و175 مليون دولار للإنتاج، ولا ننسى التعاقد مع مخرج قدير لتولي قيادة هذا المشروع الضخم. أحد أهم العوامل التي ميّزت هذا العمل هو( التوازن بين طرفيّ الحرب) جيش عارم مقابل جدران لا تُقهر، محارب إسطوري للأغريق مقابل بطل عظيم لطراودة، ملك هجومي مقابل ملك دفاعي لضمان عنصر التشويق بالتالي النجاح، والمخرج (وولفغانغ پيتيرسين) قدّم لنا ذلك على طبق من ذهب عام (2003).
استغلال التقنية الصورية والصوتية لتغطية حيز النص الذي يحتاجها به، العمل على إختيار كادر تمثيلي يجذب المشاهد وبقدرة فنية عالية تتناسق مع شخصيات النص يقدّم عطاء يكفي ويزيد عن المتوقع منه، يمكنك قراءة هذه الأسماء لتعرف ماذا نعني (براد بت)، (ايريك بانا)، (اورلاندو بلوم)، (براين كوكس)، (بيتر اوتول)، (دايان كروكر)، (شون بيين) و(سافرون بوروس، النتيجة قدّم لنا المخرج عملاً فنياً كبيراً يتناسب عصرياً مع طموحات المُشاهد، مزيّناً بمشاهد شديدة الوقع، جديدة وذكية رفعت من مستوى العمل وأدخلته بإطار أيقوني، مشهد” هل هناك أحد آخر؟” الذي يقدّم شخصية (أخيليس)، مشهد الإنزال على ساحل (طروادة)، مشهد معركة (أخيليس) و(هيكتور) على سبيل المثال.
تميّز عطاء الكادر التمثيلي وقدّم لنا (براد پِت) المحارب الخالد الذي تتأرجح بين الحياة العادية الملئية بالسلام والمجد الأبدي بالحرب، وبالمقابل قدّم لنا(إيريك بانا) بطل طروادة (هيكتور) الذي يضع ولائه لوطنه قبل كل شيء، بينما أبدع القدير(براين كوكس) بدور الملك الأغريقي الجشع (أغاميمنون)، ويقابله العملاق (پيتِر أوتول) بدور الملك الطروادي( پريام)
حقق الفيلم 497 مليون دولار في شبّاك التذاكر العالمي، اثار جدل نقاش النقّاد، وإعجاب الكثير حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى