سيرة فنان

(Emily Blunt)…أميرة هوليوود الذكية وفراشتها المثابرة

تحرير عبد الرضا

محبوبة الملامح وخفيفة الظل، من عينيها تنطلق شرارات الذكاء والمثابرة، لم تحدد نفسها بنوع معين، فموهبتها اكبر من ان توضع بقالب واحد، رغم ان السمة الغالبة لادوارها هي الخير والطيبة لكن حتى شخصية الفتاة الطيبة التي تؤديها تبدع في اعطاءها الوانا وسحرا خاصا يميزها، الرائعة (ايميلي بلنت) نجمة سيرة فنان لهذا الاسبوع.

نشأتها
ولدت (إيميلي أوليفيا ليا بلنت) في 23 شباط عام 1983، في واندسورث/ لندن، والدتها (جوانا) ممثلة سابقة ومدرسة، اما والدها (أوليفر سايمون بيتر بلنت) فهو محامي. اخوانها (فيليستي)، (سيباستيان) و(سوزانا). جدها كان عسكريا برتبة لواء في الجيش البريطاني.
من عمر السابعة حتى الرابعة عشر عانت من التأتأة، ارتادت مدرسة (إبستوك) في (روهامبتن) في لندن، وفي الـ(16) من عمرها ارتادت كلية (هورتوود هاوس) في دوركين، قامت بدراسة الدراما من عام 1999 حتى عام 2001. مواهبها تشمل الغناء ولعب التشيلو، هي أيضا ماهرة في ركوب الخيل.
حياتها الشخصية
عام 2005 وفي مدينة ملبورن في استراليا التقت بالمغني الكندي الاصل (مايكل بوبليه) لتنشأ بينهما علاقة استمرت لثلاث اعوام لينفصلا بعدها. في تشرين الاول عام 2008، بدأت علاقة جديدة مع الممثل والمخرج الامريكي (جون كراسينسكي) وفي عام 2009 قام بعرض الزواج عليها ليتم الارتباط في 10 تموز عام 2010 في عزبة صديقهما (جورج كلوني)، على بحيرة كومو في ايطاليا. لديهما ابنتان (هيزل) وعمرها اربعة اعوام و(فايوليت) وعمرها عامين، (ايميلي) وزوجها (جون) يعدان من اشهر الثنائيات الناجحة في هوليوود.


اعمالها الخيرية
تضع (ايميلي) موضوع تعليم الفتيات على رأس أولوياتها، لافتة إلى أنها تتحدث مع أبنتها (هيزل)، البالغة من العمر 4 اعوام حول ما تعلمته في المدرسة دائماً، لذا دعمت (ايميلي) مشروع (صندوق ملالا الخيري)، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى دعم تعليم الفتيات والدفاع عن تكافؤ الفرص، ووفقًا لبعض المصادر تعمل (بلنت) مع زوجها (جون كراسينسكي)، على جذب الإنتباه إلى دعم (صندوق ملالا) وجمع الأموال له.
بداياتها الفنية
بدأت مشوارها الفني على خشبة المسرح في العمل المسرحي الذي جمعها مع (جودي دينش) بعنوان (العائلة المالكة) والتي عرضت على مسرح (هايماركت) في لندن، وكان هذا عام 2001، شاركت بعدها في مسرحية (فنسنت في بريكستون) وادت دور (يوجيني) في المسرح الوطني، وادت دور (جولييت) في مسرحية (روميو وجولييت) في مهرجان (تشيتسر) للمسرح في عام 2002. في عام 2003، ظهرت لأول مرة على شاشة التلفاز في فيلم الدراما (الملكة المحاربة) الذي جسد قصة الملكة البريطانية (بوديكا) التي حاربت الرومان. في نفس العام ظهرت بدور الملكة (كاثرين هوارد) في الدراما التلفزيونية البريطانية (هنري الثامن). ومن هنا نرى ان البداية الصحيحة من خلال اختيار الاعمال الفنية القيمة والتدرب على الاداء المسرحي هو ما ارسى جذور التقدم لـ(ايميلي) وجعلها خلال اعوام قليلة نجمة كبيرة.


سيرتها الفنية وشهرتها
بدأت اضواء الشهرة تتجه نحو (ايميلي) عام 2003 بعد ان لعبت دور البطولة امام (اليكس كينغستون) في فيلم (Warrior Queen) بدور(Isolda) . وبعد مرور عام حصلت على تقدير كبير لأدائها شخصية (تامسين) في فيلم  (My Summer of Love) عام 2004، تدور احداثه عن لقاء فتاتين وحيدتين من طبقات اجتماعية متناقضة، لتحصل مع شريكتها في البطولة (ناتالي برس) على جائزة السينما البريطانية لأفضل نجوم جدد. في عام 2005 أمضت بضعة أشهر في أستراليا في تصوير فيلم (Irresistible) مع (سوزان ساراندون) و(سام نيل). أعطت (ايميلي) أداء مثيرا للإعجاب عندما قدمت شخصية (مارا)، الشابة المدمرة الماكرة. كما واصلت عملها على التلفزيون البريطاني، لتؤدي دور (ناتاشا) في (Gideon’s Daughter) لـ(ستيفن بولياكوف) عام (2005) بمشاركة (بيل ناي)، عرض الفيلم في مهرجان (هامبتونس) الدولي للأفلام في عام 2005، ثم عرض على التلفاز في بريطانيا في شباط 2006، وهو الدور الذي فازت بسببه بجائزة (الغولدن غلوب) عام 2007 واصلت اداء الشخصيات المتنوعة فجاء دورها مع (ميرل ستريب) في فيلم (الشيطان يرتدي برادا) بشخصية مساعدة رئيسة التحرير في مجلة (رنواي) ضمن اجواء الفيلم الذي تدور أحداثهُ في عالم الموضى والأزياء في مدينة نيويورك، تفاعل (ايميلي) مع فريق العمل وتمكنها من الوقوف امام العملاقة (ميرل) وتقديمها لاداء ما بين العصبي والساخر اكسبها شهرة اضافية، وفرص عمل جديدة ونجاح نقدي ومادي كما رشحها للعديد من الجوائز.
قدمت بعدها عملين دراميين واحد أمام (توم هانكس) والاخر دور البطولة في (The Young Victoria) عام 2009، وبعد عام قدمت فيلم (The Wolfman) ومن ثم ادائها الرائع كراقصة الفن التعبيري والباليه التي يقع في حبها المرشح لمنصب السيناتور فيواجهان معا اشخاصا يمثلون القدر حرفيا في فيلم (The Adjustment Bureau) عام 2011 .


اعمـــالها
(ايميلي) لها قائمة من الاعمال المتميزة في المسرح والتلفاز والسينما، ضمت ما يقارب (43) دوراً ، ادت معظم شخصياتها باحترافية وقدرة على التقمص التام، من هذه الاعمال مسلسل (Empire ) عام 2005، فيلم (The Jane Austen Book Club) عام 2007.
(Sunshine) عام 2008، فيلم (Gulliver’s Travels) عام 2010، ادائها الصوتي في فيلم الرسوم المتحركة (Gnomeo & Juliet ) عام 2011، فيلم
(Salmon Fishing in the Yemen) عام 2011، والفيلم الكوميدي (The Five-Year Engagement) الذي جسدت فيه دور فتاة طموحة تسعى لتحقيق اهدافها والتي تتعارض مع حياتها الشخصية مع خطيبها الذي تحب فنجد انها تتبع عقلها تارة، وتتبع قلبها تارة اخرى. وفي عام 2012 شاركت بفيلم الغموض والاكشن (Looper) وشاركت مع (توم كروز) في فيلم (Edge of Tomorrow) عام 2014، وفي نفس العام مثلت مع نخبة من النجوم في الفيلم الغنائي الذي جمع الكثير من القصص العالمية واعاد رواياتها (Into the Woods) لتقف مرة اخرى امام (ميريل ستريب)، وفيلم الاكشن (Sicario) وبعدها فيلم (The Huntsman: Winter’s War) بجزئه الثاني عام 2016 وهنا ادت دور الملكة الحزينة لفقدان طفلها والتي تحركها قوة الانتقام فنراها حزينة وقوية، لتقدم بعدها بطولتها لفيلم
(The Girl on the Train) عام 2016 بدور (ريتشل) والذي اثار تقييمات مختلفة بين النقاد والجمهور فرغم ان الكل قيم الفيلم تقييماً متوسطاً الا ان الجميع اتفق على اداءها الرائع لشخصية ضعيفة حائرة ومخمورة تحاول العودة لطريق الصواب. واخر اعمالها الذي اثار ضجة وشهرة هو فيلم (A Quiet Place)
عام 2018 الذي ما زالت تحصد نجاحاته مع زوجها مخرج وبطل الفيلم (جون كراسينسكي)، في هذا الفيلم كان لها مشاهد ادتها بمقدرة فنية تنم عن موهبة كبيرة، فجسدت بملامح وجهها الخوف والرعب والالم فكان دورا شكل علامة في محطاتها الفنية سيشار له بالبنان دوما. جديدها الذي ينتظره معجبوها هو
(Mary Poppins Returns) الذي ما زال تحت مرحلة الانتاج وايضا تصور حاليا فيلم (Jungle Cruise) المتوقع عرضه عام 2019.


الجوائز والترشيحات
*عن دورها في فيلم (الشيطان يرتدي برادا) رشحت لجائزة بافتا لأفضل ممثلة في دور ثانوي، وجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة مساعدة .
*عن دور (ناتاشا) في فيلم (Gideon’s Daughter) فازت بجائزة (الغولدن غلوب) لعام 2007 لأفضل أداء لممثلة مساعدة.
*رشحت اثر ادائها دور الملكة فكتوريا في فيلم الدراما المستقل (فكتوريا الشابة) لجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة – فيلم دراما عام 2009
)ايميلي بلنت) سيدة راقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان نبيلة، فهي زوجة ناجحة ومحبة ووالدة حريصة على بنتيها وفتيات المجتمعات الاخرى، كما انها ممثلة تدرس كل خطوة بمنطق وعقلانية قبل ان تخطوها مما خلق لها في العشر اعوام الماضية سيرة مهنية مشرفة لا يذكر لها فيها خطا واحد ومتوقع لها ان تستمر بهكذا نجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى