عدسة الفن – عباس الماجد
رمز تاريخي من رموز الثقافة والفن بمدينة موسكو، يقع بالقرب من الكرملين، باللغة الروسية يطلقون عليه اسم (المسرح الكبير) لعظمة ما يقدمه من ابداع في عروضه الفنية”
مسرح (البولشوي) يعد المنافس على المستوى العالمي والداخلي، يتكون من 150 مسرحاً أغلبها تعرض أعمالها في نفس الوقت، فرقته المسرحية الاستعراضية بدأت رحلتها في عام 1766 وتأسست على يد (بيتر أوروسوف) و(ميخائيل مدوكس) وكانت العروض متفرقة في بادئ الامر وتعرض في اماكن خاصة، وفي عام 1780 حصلت فرقة البولشوي على مسرح (بتروفسكي) لكن تعرض لحادث حريق في عام 1805، فتم البناء في نفس موقع المسرح الحالي وهو من تخطيط المهندس المعماري الشهير (جوزيف بوفي) صاحب الاعمال الكبيرة الذي صمم قبل ذلك المسرح الصغير المسمى بالروسية (مسرح مالي) وتم افتتاحه رسمياً في عام 1825 وكان تصميم المسرح في غاية الروعة، اذ تحتوي أحد أروقة المسرح مجسداً لتمثال الإله (أبولو) ومركبته مما أضاف جمالية للمسرح فضلاً عن كون المسرح من أعرق مسارح العالم أدبياً وتاريخياً ويمثل العمارة الهندسية الكلاسيكية لروسيا وهو ثاني أكبر مسارح قارة أوروبا، منذ ذلك التاريخ والمسرح يقدم عروض الباليه وأعمال الاوبرا أما أقدم فرقة باليه في العالم فهي من نصيب البولشوي وتضم 200 شخص بين راقص وراقصة على أعلى درجات الإحتراف الذي يعد أحد أسباب نجاح العروض المسرحية وتعتبر هذه الفرقة حلم كل راقصي الباليه حول العالم، مما يعطي أفضلية مطلقة لهذه الفرقة وهذا المسرح بالذات، سائرين على خطى أعظم راقصة باليه في العالم (مايا ميخايلوفنا بليستسكايا) التي أدت أغلب عروضها في هذا المسرح، أما بالنسبة لعروض ألاوبرا فيعتبر أيضاً من ضمن قائمة أفضل عشرة دور مسرحية لعروض الاوبرا في العالم أجمع وقامت الكثير من الفرق العالمية بوضع بصمتها الخاصة وكان آخرها (كوفنت غاردن) الملكي في لندن، (مارينسمي) من سان بطرسبورغ، و(زيمبير أوبرا) من درسدن، و(فولكي أوبرا) من فيينا، و(ريجو) من تورينو و(الأوبرا القومية) من ولز وغيرها الكثير فالمسرح ينتج ويبث عروضه مباشرة إلى 1200 صالة عرض سينما في العالم حيث يتم نقل حفلات البولشوي إلى ملايين المشاهدين ويذكر ان للمسرح تطبيق خاص بحجز التذاكر فقد يصل الامر الى اربعة أشهر لبلوغك الموعد.
