نوافذ سينمائية

(12 Angry Men)…البحث في جريمة قتل

حسام خليل

قدّم (سيدني لوميت) المعروف بإمكانياته كمخرج قادر على استخراج أفضل أداء من الممثلين الذين يؤدون أدوارهم معه، فيلمه الخالد 12 Angry Men))الذي حافظ على مركزه الخامس من بين افضل 250 فيلم حسب موقع (IMDb) منذ ان تم عرضه في عام 1957 وحتى يومنا هذا.
الفيلم مقتبس من مسرحية تلفزيونية كانت تعرض في عام 1954 بنفس الاسم، تدور احداثه حول 12 رجل يمثلون هيئة المحلفين، جلسوا يتحاورون طوال اليوم ليصلوا إلى قرار بالإجماع، الإجماع في حالتهم كان شرطا أساسيا لإطلاق مسمى (قرار) على الاتفاق الذي سيصلون إليه، 12 صوت مقابل (0) أو لا شيء.
القرار، لم يكن يخصّ أحدا منهم، ربما هذا الشيء الذي جعلهم في موضع ثقة لأتخاذ القرار بدون اي تحايز ولا مشاعر ولا مصالح، أو ربما كان هذا سببا للقلق والريبة في مدى دقة وحرص كل منهم على الوصول لليقين قبل إبداء الرأي لشخص ربما سيظلموه او سيبرؤوه.
اليقين، هل يملك أحدا منا يقيناً قطعياً على ما ترى عينه حتى يدعي التوصل ليقين كلي فيما لم يرَ، علمتنا الرياضيات أنه لا وجود في الواقع بنسبة 100% وعلمتنا الفلسفة أن كل إجابة هي في الحقيقة سؤال لإجابة ستأتي فيما بعد. الحُكم، طفل ماثل أمام المحكمة في قضية قتل والده، طعن الوالد بالسكين بعد أن صاح فيه “سأقتلك” ترك الجسد يرتطم بالأرض واندفع هارباً ليشاهد فيلما في السينما ثم يعود بعده ليسترجع السكين الذي نساه في صدر والده، هكذا كانت شهادة ذاك العجوز الذي ينام مباشرة أسفل مسرح الجريمة وتلك الأربعينية المصابة بالأرق في الجهة المقابلة، لا يفصل بينها وبين الواقعة الا قطار يمرّ بين الحين والأخر.
الشهادة، يمكننا جميعا أن نشهد نفس الحدث ثم نجلس لنرويه بروايات مختلفة – يحدث هذا دائماً – لكن هل تصورت أن تكون روايتك هذه سيف على رقبة إنسان، روايتك دائماً ما تحمل – دون أن تدري – مجموعة من الأفكار والقناعات التي كونها عقلك على مدار حياتك ومجموعة من العوامل والتأثيرات التي شكلت رؤيتك إلى جانب بعض من الهوى الإنساني.
ستشاهد فيلماً حوارياً مدته 96 دقيقة ستشعر وكانها 96 ثانية فقط، فيناقش الفيلم قضية العدل ليبرز من خلال الحوار مفاهيم أساسية حول قيمته، حيث يبين لنا الفيلم بشكل مبسط جدا كيف يمكن إعلاء قيمة العدل وتطبيقها.
حصل هذا الفيلم على تقـــييم (8.9/ 10) في موقع (IMDb) العالمي وحصل على 100% في موقع الطماطم الفاسدة وحصل على العلامة الكاملة من قبل النقاد وتم عمل نسخة اخرى من الفيلم بعد ذلك في عام 1997 و لكنه لم يصل الى نجاح هذه النسخة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى