مصطفى سعد العدد:50
في ثمانينيات القرن الماضي تعاون (مايكل جاكسون) مع أسطورة فرقة البيتلز (بول مكارتني)، التعاون الذي أسفر في أنتاج العديد من الأغاني الناجحة، في ظل أجواء فنية رائعة كان يعيشها كل منهما. أتصل (مايكل) ذات ليلة على (بول) وطلب منه المزيد من النصائح الفنية واكتساب الأرباح على المدى البعيد، رد عليه (بول) بأن عليه الدخول في عالم التسويق وطباعة الأغاني، رد (مايكل):”حسناً أذن سوف أشتري أغانيك”، أنفجر (بول) في وقتها ضاحكاً ظناً منه أن (مايكل) كان يمزح، ولكن بالفعل (مايكل) أشترى كاتلوج البيتلز من شركتهم المنتجة في صفقة قياسية بلغت أكثر من 45 مليون دولار في عام 1985، الصفقة التي جعلت (بول) مستاءاً ونادماً على هذه النصيحة. الكاتلوج هو عبارة عن سجل يضم جميع حقوق الأغاني لأي مغن أو فرقة معينة، لكن كاتلوج البيتلز ليس بهذه البساطة فالكاتلوج يحوي أعمال فريق البيتلز ومئات وربما آلاف الأعمال الأُخرى للعديد من أبرز واشهر المغنين. ان شراء هذا الكاتلوج يعني السيطرة على عالم الفن والموسيقى، و(مايكل) راهن على مشواره الفني وربما حتى على حياته لحمل والحفاظ على هذه الثورة الهائلة والقيمة، الأمر الذي أدى الى مطاردة (مايكل) من قبل العديد من الشركات والمؤسسات العالمية، لكنه ظل صامداً حتى بداية مطلع التسعينيات عندما تم أتهامه بالتحرش الجنسي، فقام بعدها ببيع نصف حصته من الكاتلوج لشركة سوني المتعاقدة مع (مايكل) بمبلغ 110 مليون دولار، لكن الشركة لم تكتفِ بهذا القدر، انما ارادت شراء الكاتلوج بأكمله مهما كان الثمن، الامر الذي أدى الى خلافات كبيرة بين (مايكل) والشركة. في عام 2005 تم أتهام (مايكل جاكسون) مرة أخرى بالتحرش الجنسي، وبعد أحدى جلسات المحاكمة أتصل (مايكل) بالقس (جيسي) عبر برنامجه الاذاعي وأخبره:” جيسي.. هناك مؤامرة كبيرة وصراع كبير يحدث الان بينما أنا أتكلم معك، الأمر كله حول الكاتلوج”، ولعله في تلك اللحظة أصبح (مايكل) يعي خطورة أمتلاك هذا الكاتلوج والذي ربما يؤدي حتى بحياته. بعد وفاة مايكل سنة 2009 أستطاعت شركة سوني بالفعل شراء النصف الثاني من الكاتلوج بصفقة قياسية بلغت 750 مليون دولار.
