لوحات

(صيد اليوم)…لوحة تعكس الحياة الجميلة في (فينيسيا)

عدسة الفن – – علي صبري

تتميز لوحات (فون بلاس) باستعماله لعناصر فنية مميزة، اذ يضع عدّة طبقات من اللون بحيث تنتج ألوان بشرة لامعة وقريبة من الواقع، وغالبا ما كان يحيط المناظر التي يرسمها بإطار تاريخيّ مثل الأعمدة المتآكلة والأشجار المزهرة، وكان أحيانا يضيف عناصر زخرفية إلى صوره كالأزهار والفواكه، اما الأشخاص الذين يظهرون في لوحاته فهم ينطقون بالحياة في ظل هذه المعالم القديمة وكانهم حلقة وصل بين الاجيال، وقد ركّز على رسم مظاهر الحياة العفوية وما يجري في البيوت والازقة.
تعتبر لوحة (صيد اليوم) من اعماله المميزة والتي اشتهرت مع بقية لوحاته وعرضت في كثير من المدن مثل باريس وبرلين وغيرها. وقد عرف عن (بلاس) شغفه القوي بمدينة (فينيسيا)، وهذا واضح من صُوره العديدة المرسومة بأسلوب أكاديميّ والتي تعكس حيوية هذه المدينة وأناسها. كلّ رسوماته تقريبا تتناول أسلوب حياة الناس، خاصّة النساء، ويظهرن وهن يؤدين مهام بسيطة مثل الغسل او الخياطة وقد يبدون بصور فنية جميلة وهن يحملن سلال الأزهار أو يجلبن الماء إلى البيوت. في هذه اللوحة، يرسم زقاق قديم تصطفّ على جانبيه البيوت، وفي جزء منه تظهر مجموعة من النساء وهنّ يتحدّثن إلى بائع سمك يمرّ بالجوار، وغير بعيد عنه امرأة تحمل جرار الماء. الشابّ ينظر إلى الفتاة باهتمام بينما تكتفي هي بالابتسام، المرأة التي تحمل الماء هي زوجة الفنّان، وهي تنتمي إلى عائلة ايطالية ثريّة، وتظهر كموديل في معظم صوره. وواضح من اللوحة اهتمام (فون) بتصوير تعبيرات الوجوه والحركات وأنواع الأقمشة الملوّنة والزاهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى