اضاءات روائية

ريتشارد ديكينز الروائي الذي لن يموت

دعاء علي

للأدب الانكليزي تاريخ عريق له عشاق كثر، تسافر فيه الى عوالم مختلفة وتجد فيه دائما ضالتك، ومن بين اشهر ادباءه الكاتب العظيم (ريتشارد ديكينز) الذي حظي بشهرة واسعة لا مثيل لها، فبعد وفاته سنة 1870 ما زالت اعماله تطبع وتنشر الى يومنا هذا. يعد (ديكينز) بإجماع النقاد من اعظم الروائيين للعصر الفيكتوري، فقد تميز عن اقرانه بأسلوبه الممزوج بالدعابة والسخرية اللاذعة، حيث صور حياة الفقراء التي تحمل الكثير من المشقة والالم في الكثير من رواياته التي اشهرها (اوليفر تويست) و(قصة مدينتين) وغيرها من الاعمال الراسخة، وتميز اسلوبه ايضا بالتسلسل، وهو اول من ابتكر هذا النوع من الاعمال فقد كانت اعماله تصدر على شكل اجزاء بالترتيب الذي يظهر عليه العمل فقد ادى هذا الاسلوب بوضع اطار تشويقي للقصة وجعل الجماهير في ترقب. قضى (ديكينز) معظم حياته في كتابة المقالات والقصص والقاء المحاضرات، وكان يدعو دائما الى الاصلاح المجتمعي ودعم المؤسسات الخيرية لرعاية الفقراء، فقد كان ناشطا اجتماعيا مهما وهذا ما كان واضحا في اغلب اعماله. اثرت طفولته الصعبة على كتاباته فقد صورها بشكل واضح في شخصيات رواياته مما جعلها قريبة من الناس ومعاناتهم. نشر (ريتشارد) اكثر من اثنتي عشرة رواية مهمة وعددا كبيرا من القصص القصيرة والمسرحيات، نشر اول رواياته في عمر الرابعة والعشرين وهي (مذكرات بيكويك) والتي حققت نجاحا ساحقا في انكلترا وجعلته من اهم الكتاب فيها، ومن اشهر رواياته التي اشتهرت عالميا هي رواية (الآمال العظيمة) التي ترجمت لعدة لغات واصبحت محط انظار السينمائيين وتحولت الى 250 عملا مسرحيا وتلفزيونيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى