الشاشة الصغيرة

رأفت الهجان…الجاسوس الذي زرع فينا حب الوطن

عدسة الفن – امال عباس                                                                                             العدد:44

الموسيقى التصويرية الحزينة، الحوارات، تعابير الوجوه، الحنين إلى الوطن الموجود بنبرة صوت أبطال مسلسل (رأفت الهجان)، كل ذلك ومعه قوة أداء الأبطال أدى إلى بث الروح الوطنية في قلوبنا وجعل أنفاسنا تتهافت صعوداً ونزولاً، مرةً خوفاً على البطل، ومرة حزناً على فراقه لإهله، ومرة فرحاً بما يمتلكه من قوة وحماسة، كل هذا شعرناه وأحببناه بمسلسل (رأفت الهجان) الذي يعتبر من أقوى المسلسلات الدرامية البوليسية لعام (1987)، المسلسل من ثلاثة أجزاء تميز بأبطاله الأربعة الرئيسيين (محمود عبد العزيز، يسرا، يوسف شعبان، محمد وفيق) وبمخرجه المبدع (يحيى العلمي) ومؤلفه الذي كتب الحوارات وكأنه عاش كل شخصية المبدع (صالح مرسي). يدور المسلسل حول ملحمة وطنية حقيقية من ملفات المخابرات المصرية عن سيرة الجاسوس المصري ( رفعت علي سليمان الجمال) الذي زُرع داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر. من نقاط الجمال والقوة في المسلسل هو تنقل البطل (محمود عبد العزيز) بإداءٍ لا يوصف بين عدة شخصيات (رأفت الهجان، ليفي كوهين، ياكوف بنيامين حنانيا، ديفيد شارل سمحون) هذه الأسماء لن ننساها أبداً لأنها عاشت معنا وخفنا عليها وتأثرنا بها. يبدأ المسلسل بـ(ديفيد سمحون) ويمثله النجم الراحل (محمود عبد العزيز) على فراش الموت يعترف لزوجته هيلين (يسرا) قبل لحظات من وفاته بأنه مصري مسلم وليس إسرائيليا ويطلب منها السؤال عنه في جهاز المخابرات المصرية ويؤكد عدم هذيانه، ويصل خبر وفاته إلى المخابرات المصرية فيقرر أحد الضباط المصريين المقربين اليه السفر للصلاة عليه هناك، فيثير طلبه قلق رؤسائه ولكن يتم ترتيب وجوده هناك حتى لا يثير الشبهات من خلال التنكر في صفة حاخام لمذهب يهودي معين والإدعاء بإتباع (سمحون) لهذا المذهب، فيصلي عليه في منزله قبل دفنه مباشرة. المسلسل يقص علينا كيف تم تجنيد هذا الشاب وكيف إستطاع أن يخترق صفوف الإسرائليين وأن يتكرم بروحه حباً لأرض النيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى