مسرح

المسرح الموصلي تاريخ وحضارة وخشبة ولادة لأجيال عملاقة

عدسة الفن – شاكر العقابي

ولد المسرح الموصلي على أحضان كبار الفنانين العراقيين قبل مئة عام تقريباً، وشهد المسرح الموصلي انفتاحات كبيرة بمساعدة كبار المؤلفين، ففي عام 1908 شهدت عدة مسرحيات عراقية موصلية منها: كوميديا ادم وحواء، كوميديا يوسف الحسن، وكوميديا طوبيا. علماً أن العثمانيون والأتراك كانوا حين ذاك مهيمنون على بلاد الشام والعراق ومصر، وهم من دعم المسرح الموصلي بسبب قرب أسطنبول جغرافيا للحبيبة الحدباء المتعددة بطوائفها المسيحية وكنائسها ومدارسها ذات العلاقة الثقافية والدينية. وكان أغلب رهبان الكنائس العراقية لاسيما الموصليون يُبعثون إلى الخارج للدراسة ثم يعودون للتدريس، فكان لهم دورهم في تنشيط الحركة المسرحية العراقية وذلك بنقلهم بما شاهدوه من تجارب تمثيلية مسرحية ونقل التجربة في الموصل وبغداد .


وبنيت الحركة المسرحية في العراق منذ تأسيسها على محور مهم، وهو رفع مستوى الهواة العراقيين الذين كانوا يتطلعون لبناء مسرح عراقي مميز. ونجح المسرح الموصلي من خلال النقلة الفنية التي وضع أساسها عباقرة الفن المسرحي، وبعد أن تشعب صوت الفن العراقي لجميع بلدان الدول، زار العراق في عام 1929 فرق عثمانية أبرزها فرقة أرطغوليك وقدمت عروضاً على مسارح بغداد والموصل، وفي عام 1974 تأسست كلية الفنون في الموصل وتبلورت طاقات شبابية كثيرة للإنخراط في مجال المسرح. ثم ظهرت عدة فرق مسرحية محترفة قدمت عروضها على مسارح أهلية وبهذا اكتملت الحركة المسرحية العراقية من عناصر أساسية مطلوبة في كل حركة فنية، وانخرط ضمنهم فنانون متحمسون يعملون بحماس الهواية على مستوى الاحتراف. أما بعد فترة الثمانينيات والتسعينيات الذي يعد العصر الذهبي للمسرح الموصلي فقد قدمت العديد من الفرق مسرحيات شعبية أستمر عرضها لأعوام، وهي ظاهرة غريبة على المسرح العراقي الذي كانت عروضه السابقة لاتستمر أكثر من شهر واحد، ورغم الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لمدة ثمان سنوات فالمسرح لم يتوقف عن إنجاب أعمال ونصوص تليق بالمجتمع العراقي والمواطن الموصلي خصوصاً. ولن تتوقف الحياة وتستمر المسارح بالإستمرار والنهوض دون توقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى