مسرح

الأزياء المسرحية عنصر رئيسي في معادلة النجاح

فاطمة ريحمة

تعتبر الأزياء المسرحية أحد العناصر الفنية المكملة للعرض المسرحي والمهمة لبلورة الفكرة المسرحية وتجسيد أحداثها بإتقان، حيث تعيش كل عناصر العرض البصرية بإرتباط فني وداخلي متشابك، وتتجمع لتخلق سينوغرافيا رائعة وجميلة، فالممثل يتفاعل مع الزي الذي يُظهر حركة الجسد وأبعاده الحقيقية، ويؤثر الزي بحركة الجسد مشياً ووقوفاً وجلوساً، ففي مسرحية مكبث لـ(لوليم شكسبير) مثلاً، لا يمكن أن تنجح ممثلات أدوار الساحرات دون تصميم الملابس الخاصة بالساحرات والتي تسمح لهن بالحركة بالقدر الكافي من المرونة الجسدية، فالمفترض أن تكون الأزياء مناسبة من كافة النواحي المتعلقة بأبعاد الشخصية المراد تمثيلها. يقوم الزي أيضاً بتعريف الجمهور بأداء الدور الذي يؤديه الممثل من خلال ما يرتديه العامل على خلق إيهام العمر والمهنة. وهنا يبرز دور المصمم من خلال إيضاح الإختلافات بشخصية كل دور، فمثلاً أزياء الشخصية المرحة تختلف تماماً عن أزياء الشخصية الحزينة، وللمخرج المسرحي الدور المهم والأكبر في إختيار أزياء المسرحية، وتكمن علاقة المخرج مع مصمم الأزياء حسب النص المسرحي، فمنهم من يقيد مصمم الازياء بنوع معين، ومنهم من يلغي وجوده ويضع التصاميم بنفسه، وأثبتت الدراسات الحديثة أن علاقة التفاهم بين المخرج و المصمم والذي يقوم بحضور بروفات المسرحية يومياً مع قراءته للنص، تكون أحد مقومات نجاح العمل المسرحي. تتنوع أزياء المسرح وتنقل المتلقي من الواقع المسرحي إلى التاريخي أو لعالم الخيال عبر تصويرها ما هو غير مألوف أو حتى غير ملموس في حياتنا الواقعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى