مسرح

المذهب الرومانسي حداثة وتطور المسرح

سما حسين                                العدد:48

يعد المذهب الرومانسي المذهب الثالث في الفن المسرحي،حيث ظهر بعد المذهب الكلاسيكي بعد الثلث الأول من القرن التاسع عشر،وينسب هذا المذهب غالبا إلى شكسبير على الرغم أن مسرحياته جائت في وقت لم تعرف فيه كلمة (رومانسية)، لم يستسغ الذوق الأدبي الفرنسي هذا التجديد في بادئ الأمر لعدم إحتوائه على القواعد واشتد الهجوم عليه من قبل الكلاسيكيين لإنه عارض كل مفاهيمهم، ومع مرور قرن أو أكثر إزداد تأثير المسرحية الرومانسية وثبتت دعائمها حتى صارت تصارع الكلاسيكية، واشار النقاد إن المسرحية الرومانسية مرت بمراحل عديدة و طويلة من التغيير والتجربة حتى عم الأقتناع والأعتراف بهذا المذهب في أنحاء اوربا.إختلف هذا المذهب إختلافا جذريا عن الكلاسيكية، فمن ناحية الحوار أصبح اكثر سهولة وشاعرية وحتى غنائية، وجاءت مواضيعه مغايرة لما طرح سابقا فظهر أبطال جدد على المسرح يختلفون عن الأبطال الكلاسيكيين حيث كانوا أكثر واقعية، وبرزت فكرة الأهتمام بالمرأة أضحى وجودها في المسرحية مهما مع انحسار التفكير المنطقي وهيمنة الخيال والروحانية،كذلك جمعت بين عدة أجناس أدبية وتخطت حدود الزمان والمكان فضلاً على إحلال شخوص كثيرة وأحداث متنوعة وتمجيد الحرية والدفاع عنها واهتمو بالطبيعة والارض وعدَّوها أم الإنسان ومرجعه، والإهتمام بهذه المواضيع كان غير مسبوق قديماً، فبعض أدباء المسرح الرومانسي تجاوزوا في خيالهم حدود بلدانهم ومدنهم ليصوروا لنا البحار أو الصحاري أو حتى بلدان القارات الأخرى، ولا ننسى أن هذا الخيال الذي سافر بنا إلى واقع اخر كان قادرا على خلق مواضيع وشخوص أقرب للسحر منها إلى الواقع، وأشار النقاد إلى أن الثورة الفرنسية قد ساهمت في إنتشار هذا المذهب بين عامة الشعب لقرب أحداثه من الواقع. صرف المسرح الرومانسي إلى الإهتمام بالدين وبينوا ضرورة عودة الإنسان للإله عند الأزمات وتمسكهم بالموروث التاريخي القديم،وتعد مسرحيات شكسبير وفيكتور هوغو وموسيه من أهم ما جاء في هذا النوع الأدبي، لذلك فقد كان هذا المذهب الروحاني والعميق والمتفهم لخلجات الإنسان وأحاسيسه أقرب للجمهور من المذهب الكلاسيكي ذي القيود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى