نوافذ سينمائية

الحياة ما بعد الخسارة والحرب…(Last Flag Flying)

بينيل عامر / تركيا

فيلم كوميدي جميل بقصة مؤثرة عن الخسارة والندم والنضوج وآثار الماضي، ما يميز هذا الفيلم هو الثلاثي المبدع المتناغم الذي لم نتوقع أبدا أن يجتمعوا معا ليصنعوا كيمياء ممتازة بينهم بتقديمهم اداء مبهر.
اولهم (ستيف كاريل) بدور (دوك) شخص لطيف وحزين، سنتعاطف بشكل عميق معه لأنه فقد الكثير في حياته ويحاول التماس طريقه لإيجاد معنى لخسارة تركته وحيدا ودمرته، (كاريل) قدم كل ذلك بامتياز مع إضافة روح كوميدية بسيطة فوق ذلك الألم.
من الجهة الأخرى، وأفضلهم بالأداء برأيي، يأتي (براين كرانستون) ويلعب دور (سال)، شخص ذو صوت عالي ومدمن على الكحول ولا يكف أبدا عن الكلام، ودود، من النوع الذي سيعرض لك كل ما يدور في عقله بلا خجل، امر صعب أن تلعب دوركهذا، فهو موجود دائما على الشاشة وله تعابير وحركات جسد يصعب الإلتزام بها، ولكن مع (براين) فذلك لم يكن صعبا أبدا، وبرأيي اغلب مشاهد الفيلم حملت على عاتقه.
ثم نرى (لورنس فيشبورن) بدور (ريتشارد) السكير العنيف كثير الشتم سابقا، والكاهن الديني الحكيم حاليا، شخصية تتسم بالرزانة، قليل الكلام والحركة، مما يقيد (فيشبورن) ولا يسمح له أن يقدم الكثير هنا، ولكن بشكل عام فهو تقمص الشخصية بشكل جيد.
هذا الفيلم ليس حول الوصول إلى وجهة معينة، بل هو حول ما يحدث على طول الطريق حيث يعيد الرجال الثلاثة التواصل مع بعضهم البعض، ويحاولون العثور على معنى في ما يفعلونه، ويكتشفون قوة الهواتف الخلوية التي تسبب الإدمان!
يقدم الفيلم تأملات عميقة حول الحروب والبقاء على قيد الحياة في أعقابها. يتجنب الذهاب إلى مناطق الحرب حيث تأخذنا أغلب الأفلام، فهو يضعنا عوضا عن ذلك أمام ثلاثة أصدقاء وهم يقضون الوقت مع بعضهم البعض بعد مرور 30 عاما على خدمتهم معا في فيتنام، ونتيجة لذلك، الفيلم مليء بالأمل والحياة ومحاولة التطلع للأمام حتى في فترات مابعد الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى