الاسطورة الحية … الجالسة على عرش الافضل اطلاقا… الرائعة ميرل ستريب

سامر حميد

ميرل ستريب وصفها بالكلمات يحتاج دقة وعناية وهو امر متعب للكاتب لانك تكتب عن اسطورة كانت وما تزال الأفضل اطلاقا حسب اراء ذوي الاختصاص او ربما الجميع يتفق على انها اسطورة التمثيل الحية التي بينت لهوليوود معنى التجسيد.

الولادة والنشأة
ولدت ميرل في 22 حزيران من عام 1949 في نيو جيرسي / الولايات المتحدة الامريكية، وتنحدر (ميرل ستريب) من اصول المانية، نشأت (ميرل) في نيوجيرسي والتحقت بمدرسة (بيرناردز) الثانوية واستمرت بمشوارها الدراسي حتى تخرجت وحصلت على شهادتها الجامعية في كلية (فازار) حيث كانت تدرس الدراما ثم حصلت على الماجستير في الفنون الجميلة واثناء دراستها شاركت في العديد من المسرحيات التي رسمت لها مشوارها التمثيلي فيما بعد واكثرها كانت مسرحيات وليام شكسبير، لم تكتفي (ميرل) بالمشاركة بهذه المسرحيات وهي طالبة بل حتى بعد تخرجها استمرت بالمشاركة فيها.
العائلة
والداتها (ماري وولف) فنانة وكان والدها (هاري وليام ستريب) صيدلي ولديها شقيقان (دانا ديفيد) و(هاري وليام الثالث) زوجها هو (دون غامر) ولها اربعة اولاد هم (هنري) (ماري)، (غرايس)، (لويزا).

البدايات والذروة
بدأت (ميرل ستريب) كما اسلفت مشوراها الفني بالمشاركة في المسرحيات التي تقيمها الجامعة او الثانوية اثناء مشوراها الدراسي ولكنها بدأت مشوارها الطويل في الفن وعالم المشاهير منذ بداية السبعينيات قدمت خلالها ادوارا متنوعة بين التلفزيون والسينما اولها كان في العام 1977 عندما حصلت على دور في فيلم (Julia) ولكن انطلاقتها الحقيقة كانت بعدها بعام عندما حصلت على دور الى جانب ممثل مهم الا وهو (روبرت دي نيرو) في فيلم الدراما الحربية (The Deer Hunter) حيث ادت دور (ليندا) في ذلك الفيلم الذي حصد خمسة جوائز اوسكار وقتها من تسعة ترشيحات، اذ استطاعت ميرل ان تترشح في هذا الفيلم للاوسكار وتضع الخطوة للاولى لسلسلة الاوسكار اللامتناهية التي سنتكلم عنها فيما بعد، يثير موضوع ترشح ميرل ستريب للاوسكار في ثاني افلامها الاعجاب حقا وهو ما منحها ميزة كبيرة في قادم مشوارها حيث بدأت ميرل بشكل قوي جدا واقتحمت بيت الابداع دون طرق الباب وما زالت الى حين اللحظة تفعل العجب بهوليوود صاحبة ال 83 عمل مختلف بين سينمائي وتلفزيوني لديها ارقام قياسية لم يحققها احد غيرها واصبح من الصعب جدا حتى التفكير في كسر ارقامها في عدد الجوائز والترشيحات.
قائمة افلامها كثيرة وعديدة اذكر لكم اهمها واخرها، فيلم (The Deer Hunter) عام 1978، ((Kramer Vs. Kramer عام 1979، (Out Of Africa) عام 1985، (The Iron Lady)عام 2011، والقائمة تطول واربعة افلام لا يمكنها وصف اداء ميرل ستريب ولكن لو تكلمنا عن كل ابداعات ميرل ستريب لاحتجنا الى صفحات وصفحات لندون ما فعلته هذه المرأة
حتى اخر افلامها كان (Florence Foster Jenkins) والذي عرض عام 2016 واستطاعت ميرل الترشح فيه للاوسكار للمرة العشرون في تاريخها، ومن هذه المسيرة نذكر لكم (Silkwood) عام 1983، (Death Becomes Her ) عام 1992، (The House of the Spirits) عام 1993،(The River Wild)
عام 1994، (The Bridges of Madison County ) عام 1995، (Adaptation) عام 2002 وفي نفس العام فيلم
(The Hours)،
(A Series of Unfortunate Events)
عام 2004، (The Devil (Wears Prada عام 2006، (Mamma Mia) عام 2008 ، (Into the Woods) عام 2014، والان شاركت في فيلم (The Post) الى جانب المخرج (ستيفن سبيلبرغ) والممثل (توم هانكس) لتخوض السباق الاوسكاري مرة اخرى حسب المعطيات التي قدمت، مسيرة نصفها بقول النقاد عنها بأنها (اعظم ممثلة حية).

مواقف مضحكة
في حفل لتكريم الممثلة عن مجمل اعمالها وبحضور كبار الفن وعمالقته قام الممثل (جيم كاري) بتأدية فقرة كوميدية اثناء فقرته بتقديم الجائزة لها حيث قال بما معناه: ” وفي جائزة افضل ممثلة على مر العصور هذه الاسماء هي التي ترشحت : 1. ميرل ستريب. 2.ميرل ستريب. 3.ميرل ستريب. ” ثم قام بمدحها ووصفها بكلام رائع ثم نظر الى (روبرت دي نيرو) وقال له (نعم حتى احسن منك) في اشارة الى احقية ميرل ستريب في الافضلية التي وصفت بها.
تصريحات
عن الطفولة:
“لم يكن امرا نادرا ان ننهي امسيتنا على ايقاع عزف والدي على البيانو وغناء أمي بينما كان الابناء الثلاثة يشكلون الكورال”.
عن مكانة حبها للتمثيل:
“انا اعشق مهنتي، في النهاية اعتقد انها الشيء الوحيد الذي استطيع فعله”.
مواقف سياسية
هاجمت الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) يوم 8 كانون الثاني عام 2017 من دون ان تذكره بالاسم لتهكمه على صحفي من ذوي الاحتياجات الخاصة اثناء حملته الانتخابية كما تقول، وهاجمته في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب واثناء تسلمها للجائزة.
وكانت (ستريب) تشير إلى واقعة عام 2015 وسط حشد في (ساوث كارولينا) عندما اشاح ترامب بذراعيه وغير نبرة صوته مقلدا فيما يبدو الصحفي (سيرج كوفاليسكي) من صحيفة نيويورك تايمز الذي يعاني من اعاقة حركية ولكن الرئيس الامريكي ترامب نفى ان يكون قد سخر من الصحفي.
اهم مميزاتها
ما يميز هذه الممثلة عن قريناتها هو البداية القوية للممثلة، فكيف لامرأة ان تحصد الاوسكار بعد ثالث عمل سينمائي لها، امر عجيب ولا يمكن تصوره، اضافة الى انها استمرت الى حين اللحظة على هذه القوة التي بدأت بها.
يقول جيم كاري عنها: ” لن تجد فيلما دون المستوى لها لن تجد”.
وقوتها بالتجسيد حيث تقوم بتقمص الادوار بكل الحذافير والمعنى لايصال اقصى ما يمكن ايصاله.
حقائق ومعلومات
-1تعرف بقدرتها العجيبة على اتقان جميع اللهجات وان كانت تكرر دائما انها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربين اللغات الذين تتعامل معهم كما انها تتحدث اللغات الايطالية والالمانية.
-2رفضت ادوارا كثيرة لاقت النجاح فيما بعد بسبب حملها.
3-كانت تنوي الالتحاق بمدرسة الحقوق ووصلت في هذا الى النهاية وفي يوم موعد الاختبار لم تستيقظ ففاتها الموعد واعتبرته اشارة من القدر على ان لا تلتحق بمدرسة الحقوق وبهذا التحقت بمدرسة الدراما.
4-رفضت القيام بدورها في فيلم (The Iron Lady) لانها لم تكن تحب السياسات التي تروج لها الشخصية (مارجريت تاتشر) ولكن تدخل المخرجة كان له الدور في اقناعها وتأدية الدور على اكمل وجه وبالتالي الحصول على الاوسكار الثالثة.
5-كان من المفترض ان تقوم بدور البطولة مع روبرت دي نيرو في فيلم (The Gangs Of New York) ولكن تأخر انتاج الفيلم لمشاكل انتاجية وعندما تقرر اعادة طرح الفكرة كان هذا الثنائي قد كبر بالسن لذا تمت ازاحتهما من الفيلم.

الترشيحات والجوائز
ميرل ستريب تعد الافضل بهذا المجال وحتى عن اقرب منافسيها، حيث فازت بالاوسكار 3 مرات من 20 ترشيح عن الافلام (Kramer Vs. Kramer) عام 1980 كأفضل ممثلة بدور ثانوي، وجائزة افضل ممثلة بدور رئيسي عام 1983 عن فيلم (Sophies Choice)، واخرها جائزة افضل ممثلة بدور رئيسي عام 2012 عن دورها في فيلم (The Iron (Lady، وهي اكثر امرأة ترشيحا لهذه الجائزة.
اما جائزة الكولدن كلوب فقد فازت بها ثمانية مرات وهو الرقم الابرز والقياسي في تاريخ هذه الجائزة وايضا في عدد الترشيحات كما حصلت ايضا على ثلاثة جوائز ايمي وجائزتي بافتا
اذ ان هذه الممثلة لا تنافس وخصوصا في هذه الفئة، ولك ان تتخيل ان تحصل ممثلة على الاوسكار بعد ان قامت بأداء ثلاثة ادوار فقط في مسيرتها.
ختاما
في نهاية ما سبق قوله اعلم انه من المستحيل وصف مثل هذا الابداع التي القته علينا ميرل ستريب، ولكننا بالتأكيد نستطيع تذوق ما تصنعه هذه الممثلة لهوليوود من حلويات وما زال العطاء مستمرا.